ومذهب الأخفش : أنه إذا تقدم غير المفعول به عليه جاز إقامة كل واحد منهما ، فتقول : ضرب في الدار زيد ، وضرب في الدار زيدا ، وإن لم يتقدّم تعيّن إقامة المفعول به ، نحو : «ضرب زيد في الدار» فلا يجوز : «ضرب زيدا في الدار».
وباتفاق قد ينوب الثان من |
|
باب «كسا» فيما التباسه أمن (١) |
إذا بني الفعل المتعدي إلى مفعولين لما لم يسمّ فاعله : فإما أن يكون من باب «أعطى» (٢) أو من باب «ظنّ» فإن كان من باب «أعطى» ـ وهو المراد بهذا البيت ـ فذكر المصنف أنه يجوز إقامة الأول منهما وكذلك الثاني بالاتفاق ؛ فتقول : «كسى زيد جبّة ، وأعطي عمرو درهما» (٣) وإن شئت أقمت الثاني ؛ فتقول : «أعطي عمرا درهم ، وكسي زيدا جبّة» (٤).
__________________
الواو عاطفة ، لا نافية. شفى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر. ذا الغيّ : مفعول به مقدم منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة. الغي : مضاف إليه. إلا : أداة حصر. ذو : فاعل مؤخر لشفى مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة. هدى : مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الألف للتعذر.
الشاهد : في قوله : «لم يعن بالعلياء إلا سيدا» حيث ناب الجار والمجرور عن الفاعل مع وجود المفعول به وهو سيدا. ولو أناب الشاعر المفعول به لقال : لم يعن بالعلياء إلا سيد.
(١) الثاني ـ صفة لموصوف محذوف تقديره. المفعول الثاني.
(٢) باب أعطى ، وباب كسا واحد وهو كل فعل تعدى إلى مفعولين ليس أصلهما مبتدأ وخبرا مثل أعطى وكسا وسأل ومنح وألبس ...
(٣) كسي : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح. زيد : نائب فاعل مرفوع ـ وهو المفعول الأول لكسي جبة : مفعول ثان منصوب.
(٤) أعطي عمرا درهم : أعطي فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح. عمرا : مفعول أول لأعطى منصوب. درهم : نائب فاعل لأعطي مرفوع وهو المفعول الثاني.