الثالث : «النفي» كقوله تعالى : (أَفَلا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً)(١) وقوله تعالى : (أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ)(٢) ، وقوله تعالى : (أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ)(٣).
الرابع : «لو» وقلّ من ذكر كونها فاصلة من النحويين ، ومنه قوله تعالى :
(وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ)(٤). وقوله تعالى : «أَوَلَمْ
__________________
الخبر ، واسمها : ضمير الشأن المحذوف ، سوف : حرف تنفيس ، يأتي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة للثقل ، كل : فاعل ، والجملة : في محل رفع خبر أن المخففة ، وأن مع معموليها في تأويل مصدر منصوب سدّ مسدّ مفعولي ، اعلم ، ما : اسم موصول في محل جر بالإضافة ، قدرا : فعل ماض مبني للمجهول ، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد ، والألف : للإطلاق ، والجملة : صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه : قوله : «أن سوف يأتي» فقد فصل بين «أن» المخففة وخبرها الجملة الفعلية بسوف لأن الفعل متصرف غير دال على دعاء.
(١) قال تعالى : (فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوارٌ فَقالُوا : هذا إِلهُكُمْ وَإِلهُ مُوسى فَنَسِيَ* أَفَلا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً وَلا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلا نَفْعاً) سورة طه (٨٨ و ٨٩) ، أن لا : أن : مخففة واسمها ضمير الشأن ، لا نافية ، يرجع : فعل مضارع مرفوع ، والفاعل هو ، والجملة خبر أن في محل رفع ، والشاهد الفصل بلا النافية.
(٢) سورة القيامة (٣) وجملة : لن نجمع عظامه : في محل رفع خبر «أن» المخففة ، واسمها ضمير الشأن المحذوف ، وهي مع معموليها في تأويل مصدر منصوب بيحسب سدّ مسدّ المفعولين. والشاهد الفصل بين «أن» المخففة وخبرها.
(٣) سورة البلد (٧) والشاهد فيها الفصل بين «أن» المخففة وجملة الخبر بلم.
(٤) قال تعالى : (وَأَمَّا الْقاسِطُونَ فَكانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً ، وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً ، لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ..) سورة الجن من الآيات (١٥ ـ ١٧) أن : مخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن المحذوف ، جملة لأسقيناهم : لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم ، ومجموع الشرط والجواب خبر «أن» في محل رفع ، والشاهد الفصل بلو بين «أن» المخففة وجملة الخبر.