١٢١ ـ تعلّم شفاء النّفس قهر عدوّها |
|
فبالغ بلطف في التحيّل والمكر (١) |
وهذه مثل الأفعال الدالة على اليقين.
ومثال الدالة على الرجحان قولك : «خلت (٢) زيدا أخاك» ، وقد تستعمل «خال» لليقين كقوله :
١٢٢ ـ دعاني الغواني عمّهنّ وخلتني |
|
لي اسم فلا أدعى به وهو أوّل (٣) |
__________________
(١) البيت لزياد بن سيّار.
المعنى : اعلم أن شفاء النفس منوط بهزيمة عدوها ، فتلطف في تلمس الحيل ، وبالغ في الخديعة والمكر حتى تبلغ من عدوك ما يشفي نفسك.
الإعراب : تعلم : فعل أمر بمعنى : اعلم : والفاعل : أنت : شفاء : مفعول أول ، النفس : مضاف إليه ، قهر : مفعول ثان ، عدوّها : عدو : مضاف إليه من إضافة المصدر إلى مفعوله ، وها : في محل جر بالإضافة ، والجملة : ابتدائية لا محل لها من الإعراب. فبالغ : الفاء : حرف عطف ، بالغ : فعل أمر ، والفاعل أنت ، بلطف : جار ومجرور متعلق ببالغ ، في التحيل : جار ومجرور متعلق ببالغ. والمكر : معطوف على التحيل بالواو ، والجملة : معطوفة على الابتدائية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه : قوله : «تعلم شفاء النفس قهر» فقد نصب فعل «تعلم» بمعنى «اعلم» مفعولين ، والأكثر في استعمال هذا الفعل أن يقع على «أن» ومعموليها مثل قول زهير بن أبي سلمى :
فقلت : تعلم أن للصيد غرة |
|
وإلا تضيعها فإنك قاتله. |
(٢) مضارعها «أخال» ، والكثير فيه كسر الهمزة على غير قياس : إخال.
(٣) البيت للنمر بن تولب العكلي. الغواني ج غانية وهي المستغنية بجمالها عن الزينة.
المعنى : سماني الحسان الغانيات عمّالهن ، وكنت أعلم أن لي اسما أفلا أدعي به وهو الأول؟