٨٢ ـ مشين كما اهتزّت رماح تسفّهت |
|
أعاليها مرّ الرياح النواسم (١) |
فأنّث المرّ لإضافته إلى الرياح ، وجاز ذلك لصحة الاستغناء عن المرّ بالرياح ، نحو «تسفّهت الرياح» وربما كان المضاف مؤنثا فاكتسب التذكير من المذكر المضاف إليه ، بالشرط الذي تقدّم ، كقوله تعالى : (إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ)(٢) ف «رحمة» مؤنث ، واكتسبت التذكير بإضافتها إلى «الله» تعالى. فإن لم يصلح المضاف للحذف والاستغناء بالمضاف إليه عنه لم يجز التأنيث ؛ فلا تقول : «خرجت غلام هند» إذ لا يقال «خرجت هند» ويفهم منه خروج الغلام.
__________________
(١) قائله : ذو الرمة غيلان بن عقبة. تسفّهت : أمالت. النواسم : جمع ناسمة وهي الريح اللينة في مبدأ هبوبها قبل أن تشتدّ.
المعنى : «مشى هؤلاء النسوة مشيا يحكي اهتزاز الرماح حين تمر بها الرياح اللينة فتميل بأعاليها».
الإعراب : مشين : فعل وفاعل. مشى فعل ماض مبني على السكون ، ونون النسوة فاعل. كما : الكاف جارة. ما : مصدرية. اهتزت : فعل ماض وتاء التأنيث رماح : فاعله مرفوع : تسفهت ، فعل ماض وتاء التأنيث. أعاليها : مفعول به مقدم منصوب وهو مضاف وها : مضاف إليه. مرّ : فاعل تسفهت ، مرفوع وهو مضاف. الرياح : مضاف إليه مجرور. النواسم : صفة للرياح مجرور. وجملة «تسفهت مرّ الرياح» في محل رفع صفة لرماح ، وما المصدرية وما بعدها في تأويل مصدر مجرور بالكاف. والجار والمجرور متعلق بمشين «مشين كاهتزاز رماح».
الشاهد : في قوله : «تسفهت مر الرياح» حيث أنث الفعل «تسفه» مع أن فاعله مذكر «مرّ» لأنه اكتسب التأنيث من المضاف إليه وهو الرياح.
(٢) الآية ٥٦ من سورة الأعراف وصدرها «وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ».