وأما «إذ» فتضاف أيضا إلى الجملة الاسمية (١) ، نحو «جئتك إذ زيد قائم» وإلى الجملة الفعلية ، نحو : «جئتك إذ قام زيد» ويجوز حذف الجملة المضاف إليها ، ويؤتى بالتنوين عوضا عنها ، كقوله تعالى : (وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ)(٢) وهذا معنى قوله : «وإن ينوّن يحتمل إفراد إذ» أي : وإن ينوّن «إذ» يحتمل إفرادها ، أي : عدم إضافتها لفظا ، لوقوع التنوين عوضا عن الجملة المضاف إليها.
وأما «إذا» فلا تضاف إلا إلى جملة فعلية ، نحو : «آتيك إذا قام زيد» ولا يجوز إضافتها إلى جملة اسمية ، فلا تقول : «آتيك إذا زيد قائم» خلافا لقوم وسيذكرها المصنف.
وأشار بقوله : «وما كإذ معنى كإذ» إلى أنّ ما كان مثل «إذ» في كونه ظرفا ماضيا غير محدود (٣) ، يجوز إضافته إلى ما تضاف إليه «إذ» من الجمل وهي : الجمل الاسمية والفعلية ، وذلك نحو «حين ، ووقت ، وزمان ، ويوم» فتقول : «جئتك حين جاء زيد ، ووقت جاء عمرو ، وزمان قدم بكر ، ويوم خرج خالد» وكذلك تقول : «جئتك حين زيد قائم» وكذلك الباقي ، وإنما قال المصنف : «أضف جوازا» ليعلم أن هذا النوع ـ أعني ما كان مثل «إذ» في المعنى ـ يضاف إلى ما يضاف إليه «إذ» ـ وهو الجملة ـ جوازا ، لا وجوبا.
فإن كان الظرف غير ماض ، أو محدودا ، لم يجر مجرى «إذ» بل
__________________
(١) الأحسن في الجملة الاسمية بعد إذ أن لا يكون خبرها فعلا ماضيا ، نحو «جئت إذ زيد يقوم».
(٢) الآية ٨٤ من سورة الواقعة.
(٣) المحدد : ما دل على عدد كيومين وأسبوع وسنة وعام ، أو على تعيين وقت كأمس وغد. أما غير المحدود فهو الذي ليس له اختصاص أصلا ومنه «يوم» فهو لا يختص بليل ولا نهار إلا بقرينة نحو «ما رأيته يوما وليلة».