الفارسي والمصنف ، لكن المختار فيما أضيف إلى جملة فعلية صدّرت بماض البناء ، وقد روي بالبناء والإعراب قوله :
٨٦ ـ على حين عاتبت المشيب على الصّبا (١).
بفتح نون «حين» على البناء ، وكسرها على الإعراب.
وما وقع قبل فعل معرب ، أو قبل مبتدأ ، فالمختار فيه الإعراب ، ويجوز البناء ، وهذا معنى قوله : «ومن بنى فلن يفنّدا» أي : فلن
__________________
(١) قائله : النابغة الذبياني وهو صدر بيت ، عجزه :
فقلت ألمّا أصح والشيب وازع؟ |
|
وازع : مانع. |
وقبله قوله :
وأسبل مني عبرة فرددتها |
|
على النحر منها مستهلّ ودامع |
المعنى : سالت العبرات من عينى في زمن معاتبتي للمشيب الذي حلّ مني محل الصبا وقولي لنفسي موبخا لها : كيف لا أصحو إلى الآن من التمادي في ارتكاب ما لا يليق ، والشيب : «أفضل زاجر عن مثل ذلك».
الإعراب : على حين : على حرف جر. حين : ظرف مبني على الفتح في محل جر ، أو مجرور بعلى بكسرة ظاهرة والجار والمجرور متعلق بأسبل في البيت السابق. عاتبت : فعل ماض وفاعله. المشيب : مفعول به منصوب. وجملة «عاتبت المشيب» في محل جر بإضافة حين إليها على الصبا : جار ومجرور متعلق بعاتبت. فقلت : الفاء عاطفة قلت : فعل ماض وفاعله. والجملة معطوفة على جملة «عاتبت» فهي مثلها في محل جر. ألما : الهمزة للاستفهام. لما : حرف نفي وجزم وقلب ـ مثل «لم» وتمتاز عنها باتصال نفيها بزمن التكلم ، وبتوقع ثبوته بعد. أصح : مضارع مجزوم بلما بحذف حرف العلة وهو الواو ، وفاعله ضمير المتكلم مستتر فيه وجوبا تقديره أنا والشيب : الواو حالية ، الشيب مبتدأ مرفوع. وازع : خبره مرفوع وجملة «الشيب وازع» في محل نصب على الحال من فاعل «أصح» وجملة «ألما أصح ..» في محل نصب مقول القول «قلت».
الشاهد : في قوله : «على حين» فقد روى بفتح النون على البناء وهو المختار لأنها مضافة إلى جملة فعلية مصدرة بماض ، وروى بكسر النون على الإعراب.