يغلّط. وقد قرىء في السبعة : (هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ)(١) بالرفع على الإعراب وبالفتح على البناء ، هذا ما اختاره المصنّف.
ومذهب البصريين (٢) أنه لا يجوز فيما أضيف إلى جملة فعلية صدّرت بمضارع ، أو إلى جملة اسمية ، إلا الإعراب ، ولا يجوز البناء إلا فيما أضيف إلى جملة فعلية صدرت بماض.
هذا حكم ما يضاف إلى الجملة جوازا ، وأما ما يضاف إليها وجوبا فلازم للبناء لشبهه بالحرف في الافتقار إلى الجملة ك «حيث ، وإذ ، وإذا».
إذا تلزم الإضافة إلى الجملة الفعلية :
وألزموا «إذا» إضافة إلى |
|
جمل الأفعال ك «هن إذا اعتلى» |
أشار في هذا البيت إلى ما تقدم ذكره من أن «إذا» تلزم الإضافة إلى الجملة الفعلية (٣) ولا تضاف إلى الجملة الاسمية ، خلافا للأخفش والكوفيين ؛ فلا تقول : «أجيئك إذا زيد قائم» وأما «أجيئك إذا زيد قام» ف «زيد» مرفوع بفعل محذوف ، وليس مرفوعا على الابتداء ، هذا مذهب سيبويه.
__________________
(١) من الآية ١١٩ من سورة المائدة وهي : «قالَ اللهُ هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ».
(٢) علّل البصريون مذهبهم بأن سبب البناء مع الماضي هو طلب المشاكلة فلا وجه له مع الاسم والفعل المعرب وأجابوا عن الآية بأن اسم الإشارة عائد للمذكور قبله ويوم ظرف متعلق بمحذوف خبره.
(٣) أي الماضوية غالبا ، ويقل للمضارعية وقد اجتمعا في قول أبي ذؤيب :
والنفس راغبة إذا رغبتها |
|
وإذا تردّ إلى قليل تقنع |
وإنما لزمتها الإضافة لجملة فعلية لتضمنها معنى الشرط غالبا ، وإن خالفت الشرط في أنها لا تجزم اختيارا ، وفي اختصاصها بالمتيقّن والمظنون بخلاف باقي الأدوات ، فإنها للمشكوك والمستحيل ، وإذا ظرف للمستقبل ولا تخرج عن الظرفية أصلا عند الجمهور ، وهي منصوبة بجوابها لا بشرطها لأن المضاف إليه لا يعمل في المضاف.