وهي منصوبة على التمييز ، وهو اختيار المصنف ، ولهذا قال : «ونصب غدوة بها عنهم ندر» ، وقيل : هي خبر لكان المحذوفة ، والتقدير : لدن كانت الساعة غدوة. ويجوز في غدوة الجرّ وهو القياس ، ونصبها نادر في القياس ، فلو عطفت على غدوة المنصوبة بعد «لدن» جاز النصب عطفا على اللفظ ، والجرّ مراعاة للأصل فنقول : «لدن غدوة وعشية ، وعشية» ذكر ذلك الأخفش ، (وحكى الكوفيون رفع «غدوة» بعد «لدن» وهو مرفوع بكان المحذوفة ، والتقدير لدن كانت غدوة. و «كان» تامة).
وأما «مع» فاسم لمكان الاصطحاب أو وقته ، نحو : «جلس زيد مع عمرو ، وجاء زيد مع بكر» والمشهور فيها فتح العين ، وهي معربة وفتحتها فتحة إعراب.
ومن العرب من يسكّنها ، ومنه قوله :
٩٣ ـ فريشي منكم وهواى معكم |
|
وإن كانت زيارتكم لماما (١) |
__________________
غدوة : تمييز ل «لدن» لأنها دالة على أول زمان مبهم ففسر إبهامه بغدوة فهو تمييز لمفرد. حتى : ابتدائية لا عمل لها. دنت : دنا : فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف المحذوفة تخلصا من التقاء الساكنين ، والتاء للتأنيث ، وفاعل دنت ضمير مستتر جوازا يعود على الشمس ـ المعلومة من سياق الكلام ـ لغروب : جار ومجرور متعلق بدنت.
الشاهد : في قوله : «لدن غدوة» حيث نصبت غدوة بعد لدن ولم تجر بالإضافة ، وهذا نادر.
(١) قائله : جرير من قصيدة يمدح بها هشام بن عبد الملك. الرّيش : اللباس الفاخر ، والخير ، والمال. لماما : وقتا بعد وقت.
المعنى : «كل خير ينسب إليّ فهو صادر منكم ومحبتي ملازمة لكم وإن كنت مقصرا في زيارتكم ، أزوركم حينا وأغيب عنكم أحيانا».
الإعراب : ريشي : مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة على آخره لإضافته لياء المتكلم. والياء مضاف إليه. منكم : من حرف جر والكاف في محل جر والميم لجماعة الذكور