٩٧ ـ أكلّ امرىء تحسبين امرأ |
|
ونار توقّد بالليل نارا (١) |
والتقدير : «وكلّ نار» فحذف «كل» وأبقى المضاف إليه مجرورا كما كان عند ذكرها ، والشرط موجود ، وهو العطف على مماثل المحذوف وهو «كل» في قوله «أكلّ امرىء».
وقد يحذف المضاف ويبقى المضاف إليه على جره ، والمحذوف ليس مماثلا للملفوظ بل مقابل له ، كقوله تعالى : «تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيا وَاللهُ
__________________
(١) قائه : أبو دؤاد الإيادي.
المعنى : «لا تظني كل من تلقينه من الرجال رجلا كاملا ، ولا تظني كل نار متوقدة في الليل نار جواد مضياف».
الإعراب : أكل : الهمزة للاستفهام الإنكاري. كلّ : مفعول أول مقدم لتحسبين منصوب بالفتحة وهو مضاف. امرىء : مضاف إليه مجرور تحسبين : مضارع مرفوع بثبوت النون ، والياء فاعل. امرأ : مفعول ثان لتحسبين بمعنى تظنين. ونار : الواو عاطفة ، والمعطوف محذوف تقديره «وكلّ نار» ونار : مجرور بإضافته إلى المضاف المحذوف «كل». توقد : مضارع ـ حذفت احدى تائيه ـ مرفوع بالضمة وفاعله ضمير مستتر جوازا تقديره «هي» يعود إلى النار. بالليل : جار ومجرور متعلق بتوقد. وجملة «توقد» في محل جر صفة «نار» نارا : معطوف على «امرأ» المفعول الثاني لتحسبين. وإنما جعل المعطوف بالواو في قوله «ونار» محذوفا وتقديره «وكلّ نار» ولم يعطف المذكور بعد الواو وهو «نار» المجرور على قوله «امرئ» لئلا يلزم عطف معمولين هما «نار» المجرور و «نارا» المنصوب على معمولين هما «امرىء» المجرور بالإضافة و «امرأ» المنصوب مع المفعولية ، فهما معمولان لعاملين مختلفين ـ وذلك ممنوع ، لأن العطف على نية تكرار العامل ـ والعامل الواحد لا يعمل نصبا وجرا ، ولا يقوى حرف العطف أن ينوب مناب عاملين.
الشاهد : في قوله : «أكل امرىء تحسبين امرأ ونار» حيث حذف المضاف وهو «كل» وبقي المضاف إليه وهو «نار» على جرّه والشرط موجود وهو مماثلة المعطوف المحذوف للمعطوف عليه المذكور.