يُرِيدُ الْآخِرَةَ» (١) في قراءة من جرّ الآخرة ، والتقدير : «والله يريد باقي الآخرة» ومنهم من يقدره : «والله يريد عرض الآخرة» فيكون المحذوف على هذا مماثلا للملفوظ ، والأول أولى ، وكذا قدره ابن أبي الربيع في شرحه للإيضاح.
حذف المضاف إليه وبقاء المضاف غير منون :
ويحذف الثاني فيبقى الأول |
|
كحاله إذا به يتصل (٢) |
بشرط عطف وإضافة إلى |
|
مثل الذي له أضفت الأولا |
يحذف المضاف إليه ، ويبقى المضاف كحاله لو كان مضافا ، فيحذف تنوينه ، وأكثر ما يكون ذلك إذا عطف على المضاف اسم مضاف إلى مثل المحذوف من الاسم الأول ، كقولهم : «قطع الله يدو رجل من قالها» التقدير : «قطع الله يد من قالها ورجل من قالها» ، فحذف ما أضيف إليه «يد» وهو «من قالها» لدلالة ما أضيف إليه «رجل» عليه ، ومثله قوله :
٩٨ ـ سقى الأرضين الغيث سهل وحزنها (٣)
__________________
(١) من الآية ٦٧ من سورة الأنفال وهي «ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيا وَاللهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ».
(٢) المقصود ب «الثاني» المضاف إليه ، وب «الأول» المضاف. والضمير المتصل في «كحاله وبه» يعود إلى المضاف الذي هو الأول. والضمير المستتر في «يتصل» يعود إلى الثاني وهو المضاف إليه.
(٣) قائله : غير معروف ، وهذا صدر بيت عجزه :
«فنيطت عرى الآمال بالزرع والضّرع».
نيطت : علقت ـ مبني للمجهول ـ عرى : جمع عروة ـ في الأصل : من الدلو : مقبضها ، ومن الكوز : أذنه ، وإضافة عرى إلى الآمال استعارة مكنية.
الضّرع : لذات الظلف كالثدي للمرأة. الحزن : ما غلظ من الأرض.
المعنى : «روى المطر الأراضي كلّها ما غلظ منها وما لم يغلظ فقوى رجاء الناس في نمو الزرع وصلاحه وطمعوا في صلاح المواشي والانتفاع بها».