وهذا الذي ذكره المصنف من أن الحذف من الأول ، وأن الثاني هو المضاف إلى المذكور ، هو مذهب المبرد ومذهب سيبويه : أن الأصل : «قطع الله يد من قالها ورجل من قالها» فحذف ما أضيف إليه «رجل» فصار : «قطع الله يد من قالها ورجل» ثم أقحم قوله «ورجل» بين المضاف الذي هو «يد» والمضاف إليه الذي هو : «من قالها» فصار : «قطع الله يد ورجل من قالها» فعلى هذا يكون الحذف من الثاني ، لا من الأول ، وعلى مذهب المبرد بالعكس ، قال بعض شراح الكتاب : وعند الفراء يكون الاسمان مضافين إلى «من قالها» ولا حذف في الكلام لا من الأول ، ولا من الثاني.
الفصل بين المضاف والمضاف إليه :
فصل مضاف شبه فعل ما نصب |
|
مفعولا أو ظرفا أجز ولم يعب (١) |
فصل يمين ، واضطرارا وجدا |
|
بأجنبي ، أو بنعت ، أو ندا |
أجاز المصنف أن يفصل في الاختيار بين المضاف ـ الذي هو شبه فعل ؛
__________________
(١) فصل : مفعول به مقدم لأجز وهو مضاف. مضاف : مضاف إليه من إضافة المصدر إلى مفعوله. شبه : نعت لمضاف مجرور فعل : مضاف إليه مجرور. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع فاعل مؤخر للمصدر «فصل» نصب : فعل ماض مبني على الفتح وسكن للروي ، وفاعله ضمير مستتر جوازا يعود على «مضاف» وعائد الموصول محذوف وهو ضمير نصب التقدير «ما نصبه المضاف» مفعولا : حال من اسم الموصول «ما» منصوب : أو ظرفا : معطوف بأو على مفعولا ومنصوب. أجز : فعل أمر مبني على السكون وفاعله ضمير المخاطب مستتر فيه وجوبا. وجملة «نصب» لا محل لها من الإعراب صلة الموصول. تقدير الكلام : أجز أن يفصل المضاف المشبه للفعل عن المضاف إليه ، ما نصبه المضاف حالة كونه مفعولا به أو ظرفا ..