مضروب الأب» وهو حينئذ جار مجرى الصفة (١) المشبّهة.
تصاغ الصفة المشبهة من فعل لازم :
وصوغها من لازم لحاضر |
|
كطاهر القلب جميل الظاهر |
يعنى أن الصفة المشبهة لا تصاغ من فعل متعد ، فلا تقول : «زيد قاتل الأب بكرا» «تريد قاتل أبوه بكرا» بل لا تصاغ إلا من فعل لازم ، نحو «طاهر القلب وجميل الظاهر» ولا تكون إلا للحال (٢) ، وهو المراد بقوله «لحاضر» فلا تقول : «زيد حسن الوجه غدا أو أمس» ونبّه بقوله : «كطاهر القلب جميل الظاهر» على أن الصفة المشبهة إذا كانت من فعل ثلاثي تكون على نوعين ، أحدهما : ما وازن المضارع نحو «طاهر القلب» وهذا قليل فيها ، والثاني ما لم يوازنه وهو الكثير نحو «جميل الظاهر ، وحسن الوجه ، وكريم الأب» (٣) وإن كانت من غير ثلاثي وجب موازنتها المضارع ، نحو «منطلق اللسان».
عمل الصفة المشبهة :
وعمل اسم فاعل المعدّى |
|
لها على الحدّ الذي قد حدّا |
أي : يثبت لهذه الصفة عمل اسم الفاعل المتعدي (٤) وهو : الرفع ،
__________________
(١) أي في عدم الحدوث والتجدد وقصد الدوام.
(٢) ليس المقصود أن تكون لخصوص الحال بل أن تكون للدوام في الأزمنة الثلاثة ومنها الحال لأنها لما انتفى عنها الحدوث والتجدد ثبت لها الدوام عقلا لأن الأصل في كل ثابت دوامه ـ أما اسم الفاعل فيدل على واحد من الأزمنة الثلاثة.
(٣) الصفات المشبهة : جميل وحسن وكريم لا توازن المضارع «يجمل» و «يحسن» و «يكرم» وهي بهذا تخالف اسم الفاعل فإنه يلزم موازنته المضارع.
(٤) أي المتعدي لواحد ، والمراد العمل صورة لأن منصوب اسم الفاعل مفعول به حقيقة ـ فهو مصوغ من فعل متعد مثل ضارب من ضرب ، أما منصوبها فليس مفعولا به حقيقة ـ لأنها مصوغة من فعل لازم ـ وإنما هو شبيه بالمفعول به أو تمييز.