فما : مبتدأ ، وهي نكرة تامة عند سيبويه ، و «أحسن» فعل ماض ، فاعله ضمير مستتر عائد على «ما» و «زيدا» مفعول أحسن ، والجملة خبر عن «ما» والتقدير : «شيء أحسن زيدا» أي جعله حسنا ، وكذلك «ما أوفى خليلينا» وأما «أفعل» ففعل. أمر (١) ومعناه التعجب لا الأمر وفاعله المجرور بالباء ، والباء زائدة ، واستدل على فعلية «أفعل» بلزوم نون الوقاية له إذا اتصلت به ياء المتكلم ، نحو «ما أفقرني إلى عفو الله» وعلى فعلية «أفعل» بدخول نون التوكيد عليه في قوله :
١ ـ ومستبدل من بعد غضبى صريمة |
|
فأحر به من طول فقر وأحريا (٢) |
__________________
(١) أي صورة وهو ماض حقيقة والمجرور بعده فاعله وأصل «أحسن بالزيدين» أحسن الزيدان أي صارا ذوي حسن ، فهو في الأصل خبر ثم نقل إلى إنشاء التعجب فغيروا لفظه من الماضي إلى الأمر ليكون الأمر بصورة الإنشاء.
(٢) قائله : غير معروف. غضبى : بفتح الغين وسكون الضاد وفتح الباء ـ اسم للمائة من الإبل وهي معرفة ولا تدخلها أل والتنوين كما في الصّحاح ويرى صاحب القاموس أنه تصحيف وصوابه «غضيا» بدل الباء. صريمة : تصغير صرمة هي القطعة من الإبل ما بين العشرين إلى الثلاثين. وقيل غير ذلك.
المعنى : «وربّ شخص ترك مائة من الإبل وأخذ بدلها قطعة قليلة لا تجاوز الثلاثين ، فما أجدره بالفقر الطويل وما أحقه».
الإعراب : ومستبدل : الواو واو ربّ. مستبدل : مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتعال المحل بحركة حرف الجر الشبيه بالزائد وهو ربّ المحذوفة. من بعد : جار ومجرور متعلق بمستبدل. غضبى : مضاف إليه مجرور بفتحة مقدرة على الألف لأنه ممنوع من الصرف بسبب ألف التأنيث. صريمة : مفعول به لمستبدل منصوب بالفتحة. فأحر : الفاء فصيحة. أحر : فعل ماض لإنشاء التعجب جاء على صورة الأمر مبني على فتح مقدر على آخره منع من ظهوره مجيئه على صورة الأمر المبني على حذف حرف العلة. به : الباء حرف جر زائد والضمير مجرور لفظا مرفوع محلا فاعل أحر. من طول : جار ومجرور متعلق بأحر. ومن هنا بمعنى الباء ـ وطول مضاف ـ فقر : مضاف إليه. وأحريا :