أراد «وأحرين» بنون التوكيد الخفيفة ، فأبدلها ألفا في الوقف.
وأشار بقوله : «وتلو أفعل» إلى أن تالي «أفعل» ينصب لكونه مفعولا (١) نحو «ما أوفى خليلينا» ثم مثل بقوله : «وأصدق بهما» للصيغة الثانية.
(أ) وما قدمناه من أن «ما» نكرة تامة هو الصحيح (٢) ، والجملة التي بعدها خبر عنها ، والتقدير «شيء أحسن زيدا» أي جعله حسنا.
(ب) وذهب الأخفش إلى أنها موصولة ، والجملة التي بعدها صلتها ، والخبر محذوف ، والتقدير : «الذي أحسن زيدا شيء عظيم».
(ج) وذهب بعضهم إلى أنّها استفهامية ، والجملة التي بعدها خبر عنها ، والتقدير : «أيّ شيء أحسن زيدا»؟.
(د) وذهب بعضهم إلى أنّها نكرة موصوفة (٣) والجملة التي بعدها صفة لها ، والخبر محذوف والتقدير : «شيء أحسن زيدا عظيم».
__________________
الواو عاطفة. أحري : فعل ماض جاء على صورة الأمر ـ المبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد ـ والألف : منقلبة عن نون التوكيد الخفيفة في الوقف الأصل «وأحرين». وفاعله محذوف لدلالة ما سبق عليه والتقدير «وأحرين به».
وتكرار التعجب للتوكيد والتقوية.
الشاهد : في قوله : «وأحريا» حيث دخلت نون التوكيد الخفيفة المبدلة ألفا عليه ، وهذا دليل على فعلية صيغة «أفعل» في التعجب.
(١) لكنه خالف المفاعيل في أمور :
١ ـ عدم حذفه إلا لدليل.
٢ ـ لا يتقدم على عامله.
٣ ـ لا يفصل بينهما إلا بالظرف.
٤ ـ يجب كونه معرفة أو نكرة مختصة ليكون للتعجب منه فائدة. ومثله في هذه الأمور فاعل «أفعل».
(٢) هو رأي سيبويه.
(٣) هو قول ثان للأخفش أيضا. وله قول ثالث كقول سيبويه الأول وهو الصحيح.