٥ ـ خليليّ ما أحرى بذي اللّبّ أن يرى |
|
صبورا ، ولكن لا سبيل إلى الصّبر (١) |
__________________
(١) قائله : غير معروف أحرى : أولى وأحقّ. اللّبّ : العقل ، وذو اللب : العاقل.
المعنى «يا صديقيّ ، ما أحق صاحب العقل أن يراه الناس كثير الصبر على المكاره ، ولكن الصبر مرّ المذاق لا يسلك أحد سبيله».
الإعراب : خليليّ : منادى مضاف بأداة نداء محذوفة ، منصوب بالياء المدغمة في ياء المتكلم لأنه مثنى ، وحذفت النون للإضافة ، وياء المتكلم : مبنية على الفتح في محل جر بالإضافة. ما : نكرة تامة ـ تعجبية ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. أحرى : فعل ماض جامد لإنشاء التعجب مبني على فتح مقدر. وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا يعود على ما تقديره : هو. بذي : الباء حرف جر. ذي مجرور بالباء علامة جره الياء لأنه من الأسماء الستة والجار والمجرور متعلق بأحرى وهو مضاف. اللب : مضاف إليه مجرور بالكسرة. أن : حرف مصدري ونصب. يرى : فعل مضارع مبني للمجهول منصوب بأن بفتحة مقدرة على الألف ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره «هو» ونائب الفاعل هو المفعول الأول ليرى القلبية. صبورا : مفعول ثان ليرى منصوب بالفتحة. ويجوز أن تعرب يرى : بصرية ، وتكون صبورا حال من نائب الفاعل. وأن المصدرية وما بعدها في تأويل مصدر منصوب به لأحرى ، تقديره «رؤيته صبورا» وجملة «أحرى .. أن يرى» في محل رفع خبر ما التعجبية. ولكن : الواو عاطفة لكن حرف استدراك. لا سبيل : لا نافية للجنس تعمل عمل إن : سبيل : اسم لا مبني على الفتح في محل نصب. إلى الصبر : جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر لا. تقديره «موجود».
الشاهد : في قوله : «ما أحرى بذي اللب أن يرى» حيث فصل بالجار والمجرور «بذي اللب» بين فعل التعجب «أحرى» ومعموله «أن يرى» وهذا الفاصل جائز لأن الجار والمجرور معمول لفعل التعجب ومتعلق به. بل الفصل هنا واجب لأن في المفعول به «أن يرى» ضميرا يعود على المجرور وهو «ذي اللب» فلو تأخر المجرور عن المعمول لعاد الضمير على متأخر لفظا ورتبة وهو ممنوع. ومثل هذا البيت في وجوب الفصل قول الشاعر :
أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته |
|
ومدمن القرع للأبواب أن يلجا |
فصل فيه بالجار والمجرور «بذي الصبر» بين فعل التعجب «أخلق» ومعموله «أن يحظى» وهو فاعل حذفت منه الباء ، لأن في «أن يحظى» ضميرا يعود على المجرور بالأصل «أخلق بأن يحظى ذو الصبر بحاجته».