«ساء» مثل «بئس». صيغة «فعل» للمدح أو الذم :
واجعل كبئس «ساء» ، واجعل «فعلا» |
|
من ذي ثلاثة كنعم مسجلا (١) |
تستعمل «ساء» في الذم استعمال «بئس» فلا يكون فاعلها إلا ما يكون فاعلا لبئس ، وهو المحلّى بالألف واللام ، نحو : «ساء الرجل زيد» والمضاف إلى ما فيه الألف واللام ، نحو «ساء غلام القوم زيد» والمضمر المفسّر بنكرة بعده ، نحو : «ساء رجلا زيد» ومنه قوله تعالى : (ساءَ مَثَلاً الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا)(٢) ـ ويذكر بعدها المخصوص بالذم ، كما يذكر بعد «بئس» وإعرابه كما تقدّم.
وأشار بقوله : «واجعل فعلا إلى أن كل فعل ثلاثي (٣) يجوز أن يبنى منه على «فعل» لقصد المدح والذم ، يعامل معاملة «نعم (٤) ،
__________________
(١) مسجلا : أي مطلقا عن التقييد بحكم دون الآخر.
(٢) من الآية ١٧٧ من سورة الأعراف وهي («ساءَ مَثَلاً الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَأَنْفُسَهُمْ كانُوا يَظْلِمُونَ».)
وإعراب الآية كما يلي : ساء : فعل ماض جامد لإنشاء الذم مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر يفسره التمييز بعده. مثلا : تمييز منصوب وهو مفسر لفاعل بئس وجملة «ساء مثلا» في محل رفع خبر مقدم للمخصوص بالذم القوم : مبتدأ مؤخر مرفوع وهو المخصوص بالذم ..
(٣) يشترط فيه أن يكون صالحا لبناء التعجب منه بأن يكون متصرفا ، تاما ، قابلا للمفاضلة ، غير منفي ، وليس الوصف منه على أفعل ولا مبنيا للمجهول.
(٤) «فعل» يخالف «نعم وبئس» في ستة أمور : الأول : كونه للمدح الخاص. الثاني : إشرابه التعجب. الثالث : جواز خلو فاعله الظاهر من أل ، نحو «وحسن أولئك رفيقا» الرابع : كثرة جر فاعله الظاهر بالباء الزائدة تشبيها بأسمع بهم. الخامس والسادس : جواز عود فاعله المضمر إلى التمييز بعده كما في نعم ، وجواز مطابقته لما قبله. فقولك «زيد كرم رجلا» يحتمل أن يعود الضمير إلى زيد المتقدم كما في فعل التعجب لتضمنه معناه ، وتقول على الوجه الأول : الزيدون كرم رجالا. وتقول على الوجه الثاني : الزيدون كرموا رجالا. وبهذا يتضح أن قول المصنف «كنعم مسجلا» ليس على سبيل الوجوب في كل الأحكام.