تعالى : (بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ)(١) واختلف في «ما» فقال قوم : هي نكرة منصوبة على التمييز ، وفاعل نعم ضمير مستتر. وقيل : هي الفاعل ، وهي اسم معرفة ، وهذا مذهب ابن خروف ونسبه إلى سيبويه.
إعراب المخصوص بالمدح أو الذم :
ويذكر المخصوص بعد مبتدا |
|
أو خبر اسم ليس يبدو أبدا |
يذكر بعد «نعم وبئس» وفاعلهما اسم مرفوع ، هو المخصوص بالمدح أو الذمّ ، وعلامته : أن يصلح لجعله مبتدأ. وجعل الفعل والفاعل خبرا عنه ، نحو «نعم الرجل زيد ، وبئس الرجل عمرو ، ونعم غلام القوم زيد ، وبئس غلام القوم عمرو ، ونعم رجلا زيد ، وبئس رجلا عمرو» وفي إعرابه وجهان مشهوران :
(أ) أحدهما : أنه مبتدأ والجملة قبله خبر عنه.
(ب) الثاني : أنه خبر مبتدأ محذوف وجوبا والتقدير «هو زيد ، وهو عمرو» أي الممدوح زيد ، والمذموم عمرو ، ومنع بعضهم الوجه الثاني ، وأوجب الأول.
(ج) وقيل : هو مبتدأ خبره محذوف ، والتقدير : زيد الممدوح.
وإن يقدّم مشعر به كفى |
|
ك «العلم نعم المقتنى والمقتفى» |
إذا تقدم ما يدل على المخصوص بالمدح أو الذم أغنى عن ذكره آخرا ، كقوله تعالى في أيوب : (إِنَّا وَجَدْناهُ صابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ)(٢) أي : نعم العبد أيوب ، فحذف المخصوص بالمدح ـ وهو أيوب ـ لدلالة ما قبله عليه.
__________________
(١) الآية ٩٠ من سورة البقرة وهي (بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِما أَنْزَلَ اللهُ بَغْياً أَنْ يُنَزِّلَ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ ..).
(٢) الآية ٤٤ من سورة ص. وقد ذكر أيوب في الآية ٤١ قبلها وهما «وَاذْكُرْ عَبْدَنا أَيُّوبَ إِذْ نادى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطانُ بِنُصْبٍ وَعَذابٍ ... وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِبْ بِهِ وَلا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْناهُ صابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ».