(ج) وفصّل بعضهم ، فقال : إن أفاد التمييز فائدة زائدة على الفاعل جاز الجمع بينهما ، نحو «نعم الرجل فارسا زيد» وإلا فلا ، نحو «نعم الرجل رجلا زيد».
فإن كان الفاعل مضمرا جاز الجمع بينه وبين التمييز اتفاقا ، نحو «نعم رجلا زيد».
إعراب «ما» الواقعة بعد «نعم» :
وما مميّز وقيل فاعل |
|
في نحو «نعم ما يقول الفاضل» (١) |
تقع «ما» بعد «نعم وبئس» فتقول : «نعم ما» أو «نعمّا» و «بئس ما» ومنه قوله تعالى : (إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا هِيَ)(٢) وقوله
__________________
(١) نعم : فعل ماض جامد لإنشاء المدح مبني على الفتح وفاعلها ضمير مستتر تقديره هو. ويجوز في إعرابها وجهان :
الأول : تعرب تمييزا للفاعل المستتر وتكون نكرة ناقصة بمعنى شيئا وجملة «يقول الفاضل» في محل نصب صفة لما. ويكون المخصوص بالمدح محذوفا والتقدير نعم هو شيئا يقوله الفاضل ذلك الشيء.
الثاني : تعرب «ما» فاعلا لنعم وتكون معرفة لأنها اسم موصول بمعنى الذي في محل رفع. وجملة «يقول الفاضل» صلتها لا محل لها من الإعراب والمخصوص بالمدح محذوف والتقدير : نعم الذي يقوله الفاضل ذلك القول. أو لأنها نكرة تامة أي نعم الشيء.
(٢) الآية ٢٧١ من سورة البقرة وهي : (إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوها وَتُؤْتُوهَا الْفُقَراءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئاتِكُمْ ...)
وإعراب «نعما هي» كما يلي : نعم : فعل ماض جامد لإنشاء المدح. ما ـ المدغمة في ميم نعم ـ تمييز للفاعل المستتر وتكون نكرة تامة بمعنى «شيئا» أو فاعل نعم وتكون معرفة تامة بمعنى «الشيء» وهي : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ مؤخر ـ وهو المخصوص بالمدح ـ والجملة قبله خبره.