لتغير المخصوص ، بل يلزم الإفراد والتذكير ، وذلك لأنها أشبهت المثل ، والمثل لا يغيّر ، فكما تقول : «الصيف ضيّعت اللبن» (١) للمذكر والمؤنث والمفرد والمثنى والجمع بهذا اللفظ فلا تغيّره ، تقول : «حبذا زيد ، وحبذا هند ، والزيدان والهندان ، والزيدون والهندات» فلا تخرج «ذا» عن الإفراد والتذكير ، ولو خرجت لقيل : «حبذي هند ، وحبذان الزيدان ، وحبّتان الهندان ، وحبّ أولئك الزيدون ، أو الهندات».
وما سوى «ذا» ارفع بحبّ أو فجر |
|
بالبا ودون «ذا» انضمام الحاكثر (٢) |
__________________
(١) هذا مثل لمن يطلب الشيء بعد تفريطه فيه. والصيف : بالنصب ظرف زمان لضيّعت ـ بكسر التاء ـ خطابا لمؤنث. وأصله أن امرأة طلّقت زوجا غنيا لكبره وأخذت شابا فقيرا فلما جاء الشتاء أرسلت للأول تطلب منه لبنا فقال : «الصيف ضيعت اللبن» أي : ضيعت اللبن في زمن الصيف فكيف تطلبينه الآن : فقالت : «هذا ومذقه خير» أي : هذا الشابّ ولبنه المخلوط بالماء خير من ذلك الشيخ الغنيّ.
(٢) ما : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم لا رفع. سوى : خبر لمبتدأ محذوف ـ هو عائد الموصول ـ مرفوع بضمة مقدرة على الألف وهو مضاف. ذا : مضاف إليه وجملة «هو سوى ذا» لا محل لها من الإعراب صلة الموصول. ارفع : فعل أمر مبني على السكون وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. بحب : الباء حرف جر. حب ـ قصد لفظه ـ مجرور بالباء والجار والمجرور متعلق بارفع. أو : حرف عطف. فجرّ : الفاء زائدة ـ وليست عاطفة لأنها مسبوقة بحرف عطف والعاطف لا يدخل على مثله ـ جر : فعل أمر مبني على السكون وحرك بالفتح تخفيفا ـ بسبب التضعيف وتعذر اجتماع الساكنين ـ وقد سكن للروي. بالبا : جار ومجرور متعلق بجر. ودون : الواو عاطفة. دون : ظرف منصوب بالفتحة متعلق بمحذوف حال من «حبّ» المحذوف للعلم به. وهو مضاف. ذا : مضاف إليه ـ قصد لفظه ـ انضمام : مبتدأ مرفوع بالضمة وهو مضاف. الحا : مضاف إليه مجرور بالكسرة وقصر للضرورة ـ الأصل الحاء ـ كثر : فعل ماض مبني على الفتح وسكن للروي وفاعله ضمير مستتر جوازا تقديره هو وجملة كثر في محل رفع خبر انضمام تقدير الشطر الأخير : وانضمام الحاء من حبّ حال كونه دون ذا كثير.