(ب) ويكثر جمودها ـ أيضا ـ فيما دلّ على تفاعل ، نحو «بعته يدا بيد» أي مناجزة (١).
(ج) أو على تشبيه ، نحو «كرّ زيد أسدا» أي مشبها الأسد ، ف «زيدا ، وأسدا» جامدان وصحّ وقوعهما حالا لظهور تأولهما بمشتق ، كما تقدّم ، وإلى هذا أشار بقوله : «وفي مبدي تأول» أي يكثر مجيء الحال جامدة حين ظهر تأوّلها بمشتق (٢).
وعلم بهذا وما قبله أن قول النحويين : «إن الحال يجب أن تكون منتقلة مشتقة» معناه أن ذلك هو الغالب ، لا أنه لازم ، وهذا معنى قوله فيما تقدم : «لكن ليس مستحقا».
__________________
(١) مناجزة : بفتح الجيم مع تاء التأنيث ـ مصدر مؤول باسم الفاعل أي : مناجزه. وتقرأ : بكسر الجيم ـ اسم فاعل مضاف لضمير المشتري المعلوم من السياق أي : مقابضة.
(٢) بقي موضع رابع تجيء فيه الحال جامدة مؤولة بالمشتق وهو. ما دل على ترتيب مثل : ادخلوا رجلا رجلا ، أو رجلين رجلين أي مرتبين ، وضابطه أن يذكر المجموع أولا ثم يفصل ببعضه مكررا.
وبقي ست مسائل لا يظهر تأويلها ولا يتكلف وهي : ١ ـ كونها موصوفة نحو «قرآنا عربيّا» «فتمثل لها بشرا سويا» وتسمى هذه حالا موطئة. ٢ ـ كونها دالة على عدد نحو «فتم ميقات ربه أربعين ليلة» ٣ ـ كونها دالة على طور فيه تفضيل نحو «هذا بسرا أطيب منه تمرا» ٤ ـ كونها نوعا لصاحبها نحو : «هذا مالك ذهبا» ٥ ـ كونها فرعا لصاحبها نحو «هذا حديدك خاتما». وقوله تعالى : «وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً» ٦ ـ كونها أصلا له هو «هذا خاتمك حديدا» وقوله تعالى : «أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً».