٤٤ ـ يا صاح هل حمّ عيش باقيا فترى |
|
لنفسك العذر في إبعادها الأملا (١) |
ومثال ما وقع بعد النهي قول المصنف : «لا يبغ امرؤ على امرىء مستسهلا» وقول قطريّ بن الفجاءة :
٤٥ ـ لا يركنن أحد إلى الإحجام |
|
يوم الوغى متخوّفا لحمام (٢) |
__________________
(١) قائله : رجل من طيء.
المعنى : يا صاحبي هل قدر للإنسان في الدنيا حياة باقية حتى تعلم لك عذرا في كونك تؤمل آمالا بعيدة.
الإعراب : يا : حرف نداء. صاح : منادى مرخم «صاحب» على غير قياس لكونه ليس علما والأصل : يا صاحبي. وهو منصوب بفتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم ... هل : حرف استفهام. حم : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح. عيش : نائب فاعل مرفوع باقيا : حال من عيش منصوب بالفتحة. فترى : الفاء سببية. ترى : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد فاء السببية وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف للتعذر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت لنفسك : جار ومجرور متعلق بمحذوف مفعول به ثان لترى تقديره «موجود». العذر : مفعول به أول لترى منصوب بالفتحة. في إبعادها : جار ومجرور ومضاف إليه. الجار والمجرور متعلق بالعذر ، وها : مضاف إليه من إضافة المصدر لمرفوعه وهو الفاعل. الأملا : مفعول به للمصدر إبعاد منصوب بالفتحة ، والألف للإطلاق. وأن المضمرة بعد فاء السببية وما بعدها في تأويل مصدر معطوف على مصدر متصيّد من الجملة السابقة والتقدير : «هل قدر بقاء العيش فعلمك العذر».
الشاهد : في قوله : «عيش باقيا» حيث جاءت الحال «باقيا» من النكرة «عيش» والمسوغ وقوع النكرة بعد الاستفهام.
(٢) قائله : قطري بن الفجاءة التميمي المازني. الإحجام : التأخر. الوغى : الحرب. الحمام : الموت.
المعنى : لا ينبغي لأحد أن يميل في يوم الحرب إلى التأخر عن القتال خوفا من الموت.
الإعراب : لا : ناهية ، يركنن : مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد