وقد روي رفعه ؛ فتقول : «ما قام إلا زيد القوم» قال سيبويه : «حدثني يونس أن قوما يوثق بعربيّتهم» يقولون : «مالي إلا أخوك ناصر» وأعربوا الثاني بدلا من الأول (١) على القلب لهذا السبب.
ومنه قوله :
٢٧ ـ فإنّهم يرجون منه شفاعة |
|
إذا لم يكن إلا النبيّون شافع (٢) |
__________________
متعلق بمحذوف خبر مقدم لمذهب الثانية. مذهب : مستثنى بإلا منصوب بالفتحة. الحق : مضاف إليه مجرور. مذهب : مبتدأ مؤخر مرفوع.
الشاهد : في قوله : «إلا آل وإلا مذهب» حيث نصب المستثنى المتقدم على المستثنى منه والكلام غير موجب والنصب في مثل هذا هو المختار.
(١) أي بدل كل من كل لأن المؤخر عام أريد به الخصوص فصح إبداله من المستثنى. وقد كان المستثنى قبل تقديمه بدل بعض فقلب المتبوع تابعا. فقولهم : «مالي إلا أخوك ناصر» من الاستثناء المفرغ لم يذكر فيه المستثنى منه. وأخوك : مبتدأ مؤخر مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة ، والكاف مضاف إليه. ناصر : بدل من أخوك بدل كل من كل ومرفوع مثله. وخبر المبتدأ متعلق الجار والمجرور «لي» التقدير : «ما كائن لي إلا أخوك ناصر».
(٢) قائله : حسان بن ثابت شاعر النبي صلىاللهعليهوسلم. الضمير في «منه» يعود إلى النبي عليه الصلاة والسّلام.
المعنى : إن هؤلاء الخلق يرجون الشفاعة من النبي صلىاللهعليهوسلم في وقت لا يوجد فيه شافع إلا النبيون عليهم الصلاة والسّلام.
الإعراب : إنهم : إن : حرف مشبه بالفعل ينصب الاسم ويرفع الخبر. والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب اسمها. والميم علامة جمع الذكور. يرجون : مضارع مرفوع للتجرد علامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة ، والواو في محل رفع فاعل. وجملة «يرجون» في محل رفع خبر إنّ. منه : جار ومجرور متعلق بيرجون. شفاعة مفعول به ليرجون منصوب بالفتحة. إذا : ظرف يتضمن معنى الشرط مبني على السكون في محل نصب ظرف زمان ، متعلق بالجواب المحذوف «يرجون». لم : حرف نفي وجزم وقلب ، يكن : فعل مضارع تام