يجوز أن ينصب بأن محذوفة أو مذكورة بعد عاطف تقدّم عليه اسم خالص أي : غير مقصود به معنى الفعل ، وذلك كقوله :
٦١ ـ ولبس عباءة وتقرّ عيني |
|
أحبّ إليّ من لبس الشّفوف (١) |
ف «تقرّ» منصوب ب «أن» محذوفة ، وهي جائزة الحذف ؛ لأن قبله اسما صريحا وهو لبس ، وكذلك قوله :
٦٢ ـ إنّي وقتلي سليكا ثمّ أعقله |
|
كالثور يضرب لمّا عافت البقر (٢) |
__________________
(١) البيت لميسون بنت بحدل زوج معاوية بن أبي سفيان. تقرّ : تسرّ إذا كان دمعها باردا الشفوف جمع شف ، الثياب الرقيقة التي لا تحجب ما وراءها ، أي ولبس كساء غليظ كالعباءة مع سروري أحب إلى نفسي من لبس الثياب الشفافة الرقيقة مع حزني.
الإعراب : لبس : لبس مبتدأ ، عباءة مضاف إليه ، وتقر ، الواو عاطفة تقرّ : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة جوازا بعد الواو العاطفة على اسم خالص ليس في تأويل الفعل ، عيني : فاعل ، وياء المتكلم : مضاف إليه وأن وما بعدها في تأويل مصدر معطوف على لبس أي لبس عباءة وقرّ عيني. أحب : خبر المبتدأ «لبس» مرفوع بالضمة إليّ : جار ومجرور متعلق بأحب ، من لبس : جار ومجرور متعلق بأحب ، لبس مضاف ، والشفوف مضاف إليه.
الشاهد : «وتقر» فإنه نصب الفعل المضارع بأن مضمرة جوازا. بعد الواو العاطفة على اسم خالص ليس في تأويل الفعل. وهو لبس.
(٢) البيت لأنس بن مدركة الخثعمي. سليك أحد الصعاليك أمّه سلكة كان قد مرّ بامرأة من خثعم فوجدها وحدها فوقع عليها فقتله الشاعر ثم عقله أي دفع ديته. عافت : كرهت. يقول إني في إصرار نفسي لنفع غيري لأني قتلت سليكا ليرتدع غيره ثم دفعت ديته مثل الثور الذي يضرب لتشرب البقر لأن إناثها إذا امتنعت عن الماء لا تضرب لأنها ذات لبن وإنما يضرب الثور لتفزع هي وتشرب.
الإعراب : إني : إنّ والياء اسمها ، وقتلي : الواو عاطفة ، قتلي : معطوف على اسم إنّ ، الياء مضاف إليه سليكا : مفعول به للمصدر قتلي : ثم : حرف عطف ، أعقله :