تقول : أبي هم غادروا ابني نهبة |
|
كما صاغه قيس وما مج أرقم |
سقوا حسنا للسم كاسا روية |
|
ولم يقرعوا سنا ولم يتندموا |
وهم قطعوا رأس الحسين بكربلا |
|
كأنهم قد أحسنوا حين أجرموا |
فخذ منهم ثاري وسكن جوانحاً |
|
وأجفان عين تستطير وتسجم |
أبي وانتصر للسبط واذكر مصابه |
|
وغلته والنهر ريان مفعم |
ويختم الشاعر قصيدته الطويلة تلك بهذه الأبيات :
فيا أيها المغرور والله غاضب |
|
لبنت رسول الله أين تيمم؟ |
ألا طرب يقلى ألا حزن يصطفى |
|
ألا أدمع تجرى ألا قلب يضرم؟ |
قفوا ساعدونا بالدموع فأنها |
|
لتصغر في حق الحسين ويعظم |
ومهما سمعتهم في الحسين مراثياً |
|
تعبر عن محض الأسى وتترجم |
فمدوا أكفاً مسعدين بدعوة |
|
وصلوا على جد الحسين وسلموا |
ثم يواصل الأستاذ السعداني كلامه ويقول :
« ونتلمس هذه الحركة فيما بعد عصر مبدع هذه القصيدة الحسينية ، فنعثر على أثر آخر للفكر الشيعي ؛ حيث نلتقي بأحد أدباء الأندلس في النصف الأول من القرن السابع الهجري ، هو القاضي أبو عبد الله محمد بن عبد الله القضاعي البلنسي ، المقتول في ٢٠ محرم سنة ٦٥٨ هـ ونقف على اسم كتابين من مؤلفاته العديدة ، موضوعها هو رثاء سيدنا الحسين.
أولهما : « اللجين في رثاء الحسين » ولا يعرف اليوم أثر لهذا الكتاب غير اسمه.
وثانيهما : « درر السمط في أخبار السبط » وكان كل ما بقي من هذا الكتاب هو ما نقله المقري في كتابه : « نفح الطيب من غصن أندلس الرطيب » وقد اعترف المقري بأنه أغفل نقل بعض الفقرات من الكتاب مما يشم منه رائحه التشيع. ثم إنه اكتفى بنقل جزء من الباقي فقط ... » الخ.