العرب « الحسينية » وعند الهنود « إمام بهره » وعند الفرس « مأتم سراً أو حسينية أو تكية » وسائر الأقطار تسميها باسمها العربي « الحسينية » وفي هذه المباني التي يوقفها أصحابها على إقامة النياحات فيها على الإمام الحسين عليهالسلام ويوقفون عليها أوقافاً كثيرة وصدقات جارية ، تنفق إراداتها وأرباحها على إدارة هذه الحسينية. وفي هذه المباني تقام مجالس العزاء والنياحة لذكرى الامام الشهيد عليهالسلام. وفي هذه المجالس التي تغص بالمجتمعين والمستمعين من شتات المسلمين يرقى الخطيب المنبر ، فيفتتح كلامه بسرد آي من الذكر الحكيم ، وتفسير علومها من أحاديث الرسول الكريم صلىاللهعليهوآلهوسلم والأئمة الطاهرين عليهمالسلام ثم يتلو تاريخ مجزرة كربلاء ، منذ البداية حتى النهاية ، موجزاً أو تفصيلاً ، حسب مقتضيات المجلس وظروفه.
وهذا الخطيب الذي يطلق عليه في أكثر البلدان العربية والاسلامية اسم « خطيب المنبر الحسيني » أو « روضة خوان » هو خطيب جرد نفسه لخدمة النياحة على الحسين عليهالسلام وآله ، وأحياناً النوح على مصائب سائر الأئمة عليهمالسلام أيضاً وقد جعل مهنته في الحياة هذه الخدمة الشريفة.
أما كلمة « رضوان خوان » فمشتقة من لفظتين عربية وفارسية ، فالروضة مأخوذة من اسم كتاب « روضة الشهداء » تأليف المولى الحسين بن علي الكاشفي ، المعروف بالواعظ البيهقي ، المتوفى سنة «٩١٠ هـ» و « خوان » فارسية بمعنى « القراءة » وتأتي جملة « روضة خوان » بمعنى « قارئ الروضة ».
وقد جرت العادة أن توزع في هذه المجالس النياحية في أولها أو في آخرها المبردات ، أو الشاي أو القهوة ، أو بعض المأكولات التي تتناسب وتلك المشروبات حسب فصول السنة من برد أو حر ، ونفقات هذه المجالس تبذل من موقوفات الواقفين أو من خيرات أصحاب البر.
وقد ثبت مما أوردته في الفصول السابقة أن إقامة العزاءالحسيني والنياحة على الامام الحسين عليهالسلام وآله وصحبه ترقى بتأريخها الى عهد قديم ، أي القرن الأول