كل أسباب اللهو والطرب ... كل ذلك رعاية لشعور المسلمين ، واحتراماً لمكانة هذه الذكرى. كما هو الحال في العراق وإيران وفي الهند والباكستان وعديد من الدول الاسلامية الأخرى ...
والمسلمون إذ يحتفلون بهذه الذكرى الدامية ببالغ الاسى وعظيم الألم ، إنما يشيدون فيها بموقف الامام الحسين في ساحة الطف ، ويمجدون مواقف آله وأصحابه وما قدموه في ذلك الموقف ، من جسيم التضحية ، وعظيم البسالة التي أدهشت الأجيال ، وأذهلت التاريخ.
ثم هم إذ يعبرون في إيحائهم لهذه الذكرى الدامية عن شعورهم نحو الامام الشهيد ، فانهم يختلفون في هذا التعبير حسب معتقداتهم فيه وفي حركته ، واستشهاده ؛ وباختلاف مداركهم وعاداتهم.
فمنهم من يعتبره عيداً مجيداً ؛ لأن الفضيلة فيه قد انتصرت على الرذيلة ، وأن الامام بموقفه ذاك من يزيد قد أسند تعاليم جده سيد الرسل ... وجدد مجد شريعته السمحاء ... كما هو الحال لدى المسلمين في بعض أنحاء المغرب العربي بشمال افريقية ، الذين يعتزون بهذه الذكرى.
ومنهم من يندفع مع العاطفة الى إيلام نفسه وإيذائها بمختلف الوسائل والأساليب ، كضرب نفسه بالسلاسل أو بالتطبير ، ظناً منه أن هذا النحو من الأيذاء من دلائل المواساة أو الاقتداء بأولئك الشهداء ... كما هو الحال في بعض أنحاء العراق ، وإيران ، والهند ، والباكستان ».
ويستطرد الكاتب كلامه في الصفحة «١٦٤» من كتاب فيقول :
« والى جانب ما تقدم تلبس مدن العتبات المقدسة في العراق وإيران ، والمساجد المهمة والأماكن المتبركة في الهند والباكستان وغيرها من الأقطار والمناطق التي يتعصب أهلها في الحب والولاء لآل البيت النبوي حلة من السواد ، كشعار الحزن والحداد ... وتبتعد عن مظاهر الزينة والبهرجة ، ومباعث الأنس