أعلام القطر العراقي ، وأساتذة الجامعات وقادة الرأي وشباب البلد ، من شعراء وخطباء ، كان لها أكبر الأثر في جذب النفوس اليها ، ساهمت بنقل هذه الحفلات حية عبر الأثير عن طريق الإذاعة من صحن الامامين الكاظميين صبيحة العاشر من محرم في كل عام ، وكان يحضرها عشرات الآلاف من المستمعين الى جانب الهيئات الرسمية ، وممثلي الدول الاسلامية ، مما أعطت أروع صورة محترمة عن هذه الذكرى الى المستمعين ، وكان الشعراء والخطباء يتبارون في الرثاء والابداع فيه ، مما تغذي الفكر الاسلامي والشعر العربي باسلوب لم يكن معروفاً من قبل .. ويوجه الرأي العام الى أسرار نهضة الامام الحسين والعوامل النفسية والروحية التي حملته للصمود والاستشهاد ... » الخ.
وبعد أن يصف الكاتب السيد جواد مواكب العزاء في العراق ، ولا سيما في مدن العتبات المقدسة فيه ، وما يجري فيها من مراسيم وعادات أدخلت على هذه المواكب والتعازي والمآتم خلال القرون الثلاثة الأخيرة ، يقول في الصفحة «١٦٨» من الكتاب ما عبارته :
« وكانت الهيئات الرسمية في العراق وإيران والهند والباكستان تحضر هذه التعازي وتشهد ما يجري فيها كل عام ، وتتخذ كافة الاحتياطات الأمنية فيها حتى تنتهي هذه المراسيم بسلام.
وفي سنة «١٩٣٦ م» ، وعلى أثر حدوث اصطدامات دموية بين المواكب العزائية ، أصدرت وزارة ياسين الهاشمي في العراق أمراً بمنع إقامة التشابيه ومواكب السلاسل والتطبير منعاً باتاً .. ومنع لعدة سنوات.
إلا أن الجهات الرسمية عادت سنة «١٩٤٧ م» فسمحت لمواكب التطبير بالظهور ، وكذلك مواكب الضرب بالسلاسل .. وتوسع الأمر وشمل مواكب الشبيه ، حيث أخذت بالظهور من سنة «١٩٥٢ م» في العراق. ومع توالي السنوات توسعت وأخذ الشبيه شكله الموسع في السنوات الأخيرة في مختلف أنحاء العراق ،