إنني أشكوا التخمة ، لكثرة ما حضرت هذه المجالس وما سمعت من أحاديثها قال : ولكنك ستسمع في هذا المجلس مالم يكن قد سمعت ... وسترى خطباء جدداً أعددتهم لمثل هذا ، وأنا أسعى لإعداد المزيد منهم. ثم قال : وإنني ألزمك بالحضور في هذه الليلة ، فإياك أن تتخلف ، ولكني خرجت ولم أعد.
وبعد يومين أو ثلاثة زرته في بيته المذكور فلامني على عدم حضوري المجلس في تلك الليلة ... » الخ.
٤ ـ ولا زالت شعائر إحياء هذه الذكريات الحزينة تقام في كثير من الأنحاء والمدن في سوريا ولبنان ، وخاصة الأخيرة منها ، وبالأخص المناطق التي تقيم فيها الجاليات الشيعية ، كجبل لبنان ، وبيروت ، ودمشق ، وتقام هذه المآتم عادة في العشرة الأولى من محرم ، وتتجلى بأسمى مظاهرها يوم عاشوراء ، الذي تقام فيها الاحتفالات الحزينة الشاملة وخاصة الحفلة التي تقيمها الجمعية الخيرية الاسلامية العاملية التي يحضرها كبار الشخصيات الرسمية والأهلية في لبنان ، وتلقى فيها الخطب التي يستعرض فيها الخطباء الحادث المؤلم في كربلاء وملابساته ، وما جرى فيه من ظلم وعسف على آل بيت المصطفى صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وفي سنة ١٣٩٣ هـ ـ ١٩٧٣ م ، قررت الحكومة اللبنانية جعل يوم عاشوراء ـ اي العاشر من محرم كل سنة ـ عطله رسمية في جميع أنحاء لبنان ، تعطل فيها جميع الدوائر الرسمية ، والمؤسسات الأهلية ، والأسواق والأعمال. وهذه هي المرة الأولى في تاريخ لبنان تقدم فيه حكومة لبنان على جعل يوم عاشوراء الحسين يوم عطلة رسمية .. كما أفادت الأنباء أن سكان مدينة ( النبطية ) في لبنان التي يقيم الشيعة بصورة خاصة في محرم كل سنة فيها ذكرى مهيبة لمصرع الامام الحسين عليهالسلام قد طبروا روؤسهم هذه السنة يوم عاشوراء ، وذلك ضمن شعائر الحزن الذي أقاموه ، والمواكب العزائية التي سيروها في ذلك اليوم الحزين ، وقدر عدد المطبرين (٤٠٠) رجل.