وقد صار ذلك كالعادة التي يعسر استئصالها ، لا سيما إنها ملبسة بلباس الدين ».
ويستطرد في كلامه ويقول في الصفحة «٧٥» منه : « أما الأمر الثالث وهو اصلاح إقامة العزاء لسيد الشهداء عليهالسلام فكان فيه خلل من عدة جهات ».
وبعد أن يفصل الكلام عن أسلوب إصلاح هذا الخلل يقول في الصفحة «٧٧» من الكتاب :
« وكانت هذه الأعمال تعمل في المشهد المنسوب الى السيدة زينب بقرب دمشق .. » الخ.
لقد نقلت هذه النبذ عن الامام الثقة السيد محسن الأمين لتأكيد الدلالة على أن إقامة المأتم الحسيني ومراسمه والنياحة على الامام الحسين عليهالسلام كانت مستمرة في دمشق ولم تنقطع منذ سنة «٦٠ هـ» التي أتي بالسبايا اليها بعد قتل الحسين عليهالسلام في كربلاء كما مر في صدر هذا البحث.
ج ـ سائر بلدان الجزيرة العربية :
أما في سائر بلدان الجزيرة العربية وأقطارها كاليمن ، الذي كان أهله أول من تشيع لعلي بن أبي طالب وأهل بيته عليهمالسلام والحجاز ، وحضر موت ، والكويت ، والبحرين ، ومسقط ، وعمان ، وقطر ، والاحساء ، والقطيف ، وبقية النواحي ، فإنه وإن لم يكن تقام شعائر الحزن على الامام الحسين بصورة موسعة فيها ، كما هي الحالة في العراق ولبنان والأقطار الاسلامية الأخرى ، إلا أن مجالس التعزية التي تنشد فيها المراثي ، وتتلى من على المنابر قصة المجزرة المفجعة في كربلاء ، من قبل خطباء المنابر ، في الحسينيات ومحلات العبادة والدور ، تعقد طوال أيام شهري محرم وصفر ، وخاصة في العشرة الأولى من شهر محرم كل سنة ، من قبل الشيعة فيها. وغالبية هؤلاء الخطباء يفدون على هذه البلدان من العراق وإيران ، وبالأخص على الكويت ، والبحرين ، ومسقط ، وقطر ، وقطيف ، التي تسكنها