العزاء عند قبره ، وفي دورهم ، ومجتمعاتهم ومحافلهم.
كما أن الخليفة المهدي الذي خلف المنصور قد تساهل مع شيعة علي عليهالسلام ، وأمر بأن تعاد سقيفة قبر الامام عليهالسلام ، وفسح المجال للشيعة الموالين لآل البيت بزيارة القبر الكريم ، وإقامة المآتم عنده ، وفي دورهم ومجتمعاتهم ، وسهل لهم أمر الشخوص الى القبر الشريف وزيارته.
أما الهادي فنظراً لقلة مدة خلافته لم يرو التاريخ شيئاً عن سوء معاملته للعلويين ، ومنعه إقامة المناحة على قبر الحسين عليهالسلام.
ولكن هارون الرشيد الذي خلف المهدي أمر بهدم القبر المطهر ، وكرب موضعه ، وقص شجرة السدرة التي كانت بجوار القبر من جذورها سنة «١٧١ هـ» ، ومنع إقامة المآتم والمناحات ، سواء على القبر ، أو في دور ومجتمعات الشيعة ومجالس العزاء.
وبقيت الحال على هذه الوتيرة حتى توفي هارون الرشيد في خراسان ودفن بطوس سنة «١٩٣ هـ» وأصبح ابنه الأمين يتساهل مع الشيعة الى حد ما ، وجدد بناء سقيفة قبر الحسين عليهالسلام وسمح لهم بإقامة المآتم والمناحات على القبر وغيره.
كما أخذ المأمون يساير الشيعة ، وخفف من وطأة الضغط عليهم وسمح تدريجياً للوافدين على الطف بزيارة قبر الامام الشهيد عليهالسلام وإقامة المآتم حوله ، كما فسح المجال للشيعة في مختلف البلدان الاسلامية بإقامة العزاء والمناحات على الامام الشهيد في أيام السنة ، وخاصة خلال العشرة الأولى من محرم كل سنة.
وفي خلافة المعتصم والواثق كان العلويون في رخاء وحرية الى حد ما من حيث عدم الضغط عليهم. كما كانت وفود الزوار من شيعة آل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ترد على عهديهما جماعات وأفراداً على قبر الامام الشهيد عليهالسلام في كربلاء ، وتقوم بدورها في إقامة مجالس العزاء والمناحات على ذلك القبر الطاهر وعلى سائر قبور الشهداء ، وعقب هارون الرشيد في مطاردة الشيعة حفيدة المستهتر جعفر المتوكل ، الذي