الأحوال كان يزداد تمكناً في النفوس واستقراراً في القلوب.
وبعد أن اتسعت دائرة التشيع صار الموالون لآل الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم يقيمون العزاء باسم « النياحة » أو « الرثاء » ، بمشاهد الأئمة عليهمالسلام من عترته ، أو بمحضر من يوثق بتشيعه وموالاته ، أو في المجتمعات العامة وفي الاسواق والشوارع. وقد أصبح اسم النائح في القرن الثالث الهجري وما بعده علماً لمن يرثي الحسين أو يقيم النياحة عليه ، وصارت مجتمعات النياحة لا تقام فقط في العراق بل تعدته الى سائر الاقطار الاسلامية ، كمصر ، وإيران ، وأنحاء من الجزيرة العربية.
وأنقل فيما يلي بعض المرويات عن مواقف الخلفاء العباسيين حيال النياحة على الحسين ، مستقاة من أوثق المصادر ، ومرتبة حسن ترتيب السنوات :
١ ـ جاء في الصفحة «١٨٤» من موسوعة أعيان الشيعة القسم الأول عند بحثه عن أول قبة أو سقيفة أقيمت على قبر الحسين عليهالسلام من قبل قبيلة بني أسد على زمن الأمويين قوله :
« وبقيت هذه القبة الى زمن الرشيد فهدمها وكرب موضع القبر ، وكان عنده سدرة فقطعها. وقال السيد محمد بن أبي طالب الحسيني الحائري فيما حكى عن كتاب « تسلية الخواطر وزينة المجالس » : وكان قد بني عليه مسجد ، ولم يزل كذلك بعد بني أمية وفي زمن العباسيين إلا على زمن هارون الرشيد ، فإنه خربه ، وقطع السدرة التي كانت نابتة عنده ، وكرب موضع القبر ... ». ويوجد الى الآن باب من أبواب الصحن الشريف يسمى باب السدرة ولعل السدرة كانت عنده أو بجنبه (١).
__________________
(١) أقول : ان الحي المجانب لباب السدرة في كربلاء هو الحي الذي تقع فيه بيوتنا « أسرة الشهرستاني » منذ أكثر من «٢٤٠» سنة لأن جدنا الأعلى السيد الميرزا محمد المهدي الموسوي الشهرستاني المتوفى في ١٢ صفر ١٢١٦ هـ ، بعد هجرته في طفولته من إصفهان الى كربلاء حوالي سنة ١١٥٠ هـ ، استوطن هذه المدينة وسكن هذا الحي الذي كان يعرف بحي آل عيسى ، وابتاع فيها بستان السيد بهاء الدين بموجب وثيقة البيع الرسمية ، المؤرخة سنة