ليعلم كل من دخل المدينة أن لأهل بيته منزلةً وفضلاً على الأمة ، خصهم الله عز وجل بذلك ، وأمر رسوله بأن يأتي ويسلم عليهم ويناديهم بذلك النداء.
١١ ـ روي أن أمير المؤمنين قال لرجل من بني سعد : « ألا أحدثك عني وعن فاطمة ( إلى أن قال ) : فغدا علينا رسول الله ، صلىاللهعليهوآله ، ونحن في لحافنا ، فقال : السلام عليك ، فسكتنا واستحيينا لمكاننا ، ثم قال : السلام عليكم ، فسكتنا ثم قال : السلام عليكم ، فخشينا إن لم نرد عليه أن ينصرف ، وقد كان يفعل ذلك ، فيسلم ثلاثاً ، فإن أذن له وإلاِّ انصرف ، فقلنا : وعليك السلام يا رسول الله ادخل فدخل ، ثم ذكر حديث تسبيح فاطمة عند النوم » (١).
١٢ ـ في الصحيح عن الصادق عليهالسلام قال : « جاء رجل إلى رسول الله ، صلىاللهعليهوآله ، وقد بلي ثوبه (٢) فحمل إليه اثني عشر درهماً فقال : يا علي خذ هذه الدراهم فاشترِ لي ثوباً ألبسه. قال علي عليهالسلام : فجئت إلى السوق فاشتريت له قميصاً باثني عشر درهماً ، وجئت به إلى رسول الله ، فنظر إليه فقال : يا علي غير هذا أحب إلي ، أترى صاحبه يقيلنا؟ فقلت : لا أدري ، فقال : أنظر. فجئت إلى صاحبه فقلت : إن رسول الله ، صلىاللهعليهوآله ، قد كره هذا يريد ثوباً دونه ، فأقلنا فيه ، فرد عليّ الدراهم وجئت به (٣) إلى رسول الله ، صلىاللهعليهوآله ، فمشى معه إلى السوق ليبتاع قميصاً ، فنظر إلى جارية قاعدة على الطريق تبكي ، فقال لها رسول الله ، صلىاللهعليهوآله ، ما شأنك؟ قالت : يا رسول الله إن أهل بيتي أعطوني أربعة دراهم لأشتري لهم بها حاجة فضاعت ، فلا أجسر أن أرجع إليهم ، فأعطاها رسول الله ، صلىاللهعليهوآله ، أربعة دراهم وقال : ارجعي إلى أهلك ، ومضى رسول الله ، صلىاللهعليهوآله ، إلى السوق فاشترى قميصاً بأربعة دراهم ولبسه ، وحمد الله وخرج ، فرأى رجلاً عرياناً
__________________
١ ـ الوسائل ٨ | ٤٤٥ ، جامع الأحاديث ١٥ | ٥٩٨.
٢ ـ أي رسول الله صلىاللهعليهوآله .
٣ ـ كذا والظاهر [ بها ].