الدراهم بأسرها لبيان وجه الربط لسلام الإعلام.
بقي سؤال :
وهو : هل يسوغ تأخير إجابة السلام عن المرة الأولى ، والثانية ، إلى الثالثة أم لا؟ والظاهر أن تكرار السلام إلى ثلاث مرات عند عدم سماع الجواب مندوب.
الجواب : التوبيخ الوارد في نفس الحديث يمنع الجواز إلا لأجل المحبة ، فيدل التقرير عليه. وأما محبوبية التكرار فقد ثبتت في الأخبار الأخر ، ولعمري أنه اشتمل الحديث على أكرم خُلُق إنساني وأرفعه ، لمن أراد التأسي بنبيه صلىاللهعليهوآله كما قال تعالى : ( لقد كان لكم قي رسول الله أسوة حسنة ) (١).
تتـميم :
بقي من بحث سلام الاستئذان والإعلام السلام على أرواح المعصومين والدخول في بقاعهم ومشاهدهم المشرفة عليهمالسلام ، وأن الداخل في تلك البقاع يجب عليه الاستئذان ، لأنها من بيوتهم ، وبيوت النبي ، التي قال الله تعالى فيها : ( يأيها الذين ءامنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم ) (٢).
فبيوت المعصومين عليهمالسلام تشترك مع البيوت كلها في وجوب الاستئذان في الدخول إليها عامة ، وفيها خاصة لمكان أفضليتهم على الأمة وأولويتهم بالتبجيل والتكريم ، وقد مر أن الرسول الأعظم ، صلىاللهعليهوآله ، كان يسلم على أهل بيته ، عند وصوله إلى باب دارهم ، سلام الاستئذان والإعلام ، وحتى على غيرهم كما سبق حديث الدراهم والشفاعة للجارية (٣). ولئن أمر الله عز وجل الناس بالاستئناس في دورهم عند دخولها في آي من الكتاب العزيز المتقدمة الذكر ، فبالأولى أن يأمرهم به عند الدخول لبيوت أنبيائه وأوصيائه عليهم سلام الله ، وقد صرحت الآية
__________________
١ ـ الأحزاب : ٢١.
٢ ـ الأحزاب : ٥٣.
٣ ـ أمالي الصدوق ٢١١ ـ ٢١٢ ، المجلس ٤٢ ، وقد مر قريباً.