تبصـرة :
قال ابن قولويه : حدثني محمدبن يعقوب ، عن عدة من أصحابه ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن زياد بن الجلال (١) ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : « ما من نبي ولا وصي نبي يبقى في الأرض بأكثر من ثلاثة أيام ، ثم ترفع روحه وعظمه ولحمه إلى السماء ، وإنما يؤتى مواضع آثارهم ويبلغونهم من بعيد السلام ويسمعونهم في مواضع آثارهم من قريب » (٢).
فيه سؤال وهو : كيف يكون ذلك؟ وهل هذا صحيح أن لا تبقى روح المعصوم في قبره؟!.
أجاب عنه أبو الفتح الكراجكي بما لفظه : إنا لا نشك في موت الأنبياء عليهمالسلام ، غير أن الخبر قد ورد بأن الله تعالى يرفعهم بعد مماتهم إلى سماءه ، وأنهم يكونون فيها أحياء متنعمين إلى يوم القيامة ، ليس ذلك بمستحيل في قدرة الله تعالى ، وقد ورد عن النبي ، صلىاللهعليهوآله ، أنه قال : « أنا أكرم عند الله من أن يدعني في الأرض أكثر من ثلاث » (٣). وهكذا عندنا حكم الأئمة عليهمالسلام ، قال النبي صلىاللهعليهوآله : « لو مات نبي بالمشرق ومات وصيه بالمغرب لجمع الله بينهما » (٤) وليس زيارتنا لمشاهدهم ، على أنهم بها ، ولكن لشرف المواضع ، فكانت غيبة الأجسام فيها ، ولعبادة أيضاً ندبنا إليها ... ، وبعد فقد قال الله تعالى : ( ولا تَحْسَبَنَّ الّذين قُتِلُوا في سَبيلِ اللهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِندَ رَبّهم يُرزَقُونَ ) (٥). فإذا كان المؤمنون الذين قتلوا في سبيل الله لهذا الوصف ، فكيف ينكر أن الأنبياء [ وأوصياءهم ] عليهمالسلام أحياء منعمين في
__________________
١ ـ قال الأميني ره : كذا في بعض النسخ ، وفي بعضها أبي الجلال ، والصحيح أبي الحلال ، بالحاء المهملة المفتوحة ، هامش كامل الزيارات ٣٢٩.
٢ ـ كامل الزيارات ٣٢٩ ـ ٣٣٠.
٣ ـ البحار ٢٢ | ٥٥٠.
٤ ـ البحار : ٤٢ | ٢١٤.
٥ ـ آل عمران : ١٦٩.