معنى حيَّاك : أبقاك ، من الحياة. وقيل : هو من استقبال المحيَّا وهو الوجه وقيل : مَلَّكَكَ وفَرَّجَكَ. وقيل : سلَّم عليك ، وهو من التحيَّة : السلام (١).
قال المفضل في كتاب الفاخر : ( حيَّاك الله وبيَّاك ) ، فأمَّا حيَّاك الله فإنه مشتق من التحية ، والتحية تنصرف على ثلاثة معانٍ :
١ ـ فالتحية : السلام ، ومنه قول الكميت :
ألا حيّيتِ عنَّا يا مدينا |
|
وهل بأسٌ بقول مسلّمينا |
فيكون معنى حيَّاك الله : سلّم الله عليك.
٢ ـ والتحيَّة أيضاً : الملك ، ومنه قول عمرو بن معدي كرب :
أسير به إلى النعمان حتى |
|
أنيخ على تحيته بجندي |
فيكون المعنى : ملَّكك الله.
٣ ـ والتحيَّة : البقاء ومنه قول زهير بن جناب الكلبي :
ولكل ما نال الفتى |
|
قد نلتـُهُ إلاَّ التحيـَّهْ |
أي إلا البقاء ، فيكون المعنى : أبقاك الله.
وقولهم في التشهد : « التحيَّات لله » يشتمل على الثلاثة معانٍ.
وأما « بياك » فإنه فيما زعم الأصمعي : أضحكك ، ويروى أن آدم عليهالسلام لم قتل أحد ابنيه أخاه مكث سنة لا يضحك ، ثم قيل له : « حياك الله وبياك » أي أضحكك. وقال الأحمر : أراد بوّأك منزلاً ، فقال : بيَّاك لإزواج الكلام ليكون تابعاً لحيَّاك ، كما قالوا : جاء بالعشايا والغدايا ، يريدون
__________________
١ ـ النهاية ١ | ٤٧١ ـ حيا. والفاخر ٢ ـ ٣. رقم المثل ١.
وفي الصادقي : « لما طاف آدم بالبيت مائة عام ما ينظر إلى حواء ... ولقد بكى على الجنة ، حتى صار على خديه مثل النهرين .. ثم أتاه جبرائيل فقال : حياك الله وبياك ، فلما قال له : حياك الله ، تبلج وجهه فرحاً وعلم أن الله قد رضي عنه ... » معاني الأخبار ٢٦٩. وهو من الأمثال ومن اللفظة : ( حياك من خلافوه ) المستقصى ٢ | ٧٠.