السـلام نـدب والرد فرض
قال تعالى : ( وإذا حُيّيتم بتحيّة فحيوا بأحسن منها أو ردّوها إنّ الله كان على كلّ شئٍ حسيباً ) (١).
ما معنى التحية؟ وما صيغها؟ وما أحكامها؟ فهنا أمور ثلاثة.
الأمر الأول :
قال الشيخ الطوسي ، طاب ثراه : هذا خطاب من الله تعالى لجميع المكلفين ، يأمرهم إذا دعا لهم إنسان بطول الحياة والبقاء والسلامة أن يحييه [ يحييهم ] بأحسن من ذلك ، أو ردوا عليه [ عليهم ] مثله.
قال النحويون : ( أحسن ) ههنا صفة لا ينصرف ؛ لأنه على وزن ( أفعله ) وهو صفة ، والمعنى : حيوا بتحية أحسن منها ، والتحية مفعلة من حييت ومعناها : السلام (٢) فعلم منه أنها دعاء بالحياة وغيره.
وقال الشيخ الطبرسي رحمهالله : التحية : السلام ، يقال حَيّى يُحيّي تحية إذا سلم ، قال الشاعر :
إنا محيوك يا سلمى فحيينا |
|
وإن سقيت كرام الناس فأسقينا |
__________________
١ ـ النساء : ٨٦.
٢ ـ تفسير التبيان ١ | ٤٥٣.