عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : « ردّ جواب الكتاب واجب كوجوب ردّ السلام ، والبادي بالسلام أولى بالله ورسوله » (١).
إنما صح التنزيل لأجل مفروغية وجوب المنزل عليه يعني رد السلام.
٤ ـ النبوي : « وردك السلام صدقة » (٢).
تطلق الصدقة على الواجب أيضاً ، كالصدقات المالية المفروضة ، والوجه في تسمية رد السلام بالصدقة ، لكونه واجباً قُربيّاً كالتسليم ، لأنه اسم الله الفاشي في الخلق ، والمحثوث على إفشائه أكثر فأكثر ، ويشهد له النبوي المتقدم (٣) : « إن السلام اسم من أسماء الله تعالى فأفشوه بينكم ؛ فإن الرجل المسلم إذا مر بالقوم فسلم عليهم ، فإن لم يردوا عليه ، يرد عليه من هو خير منهم وأطيب » (٤).
يريد بالخير الأطيب الملائكة ، حيث جاء في تسليم داخل الدار على أهلها سواء كانوا فيها أو لا ؛ فإن لكل بقعة ملائكة موكلة بها ، وكذا مع كل إنسان ملائكة يحفظونه من بين يديه ، ومن خلفه ، وعن يمينه ، وشماله ، من أمر الله (٥) ، ولاشك أنهم بأمره تعالى يعملون ويردون السلام إلى أهله.
ولنعد إلى أحاديث السلام :
٥ ـ في العلوي : « وأفشوا السلام في العالم وردوا التحية على أهلها بأحسن منها » (٦).
٦ ـ سبط الشيخ الطبرسي في مشكاة الأنوار نقلاً عن المحاسن ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : « من قال : سلام عليكم فهي عشر حسنات ، [ ومن قال : سلام عليكم ورحمة الله فهي عشرون حسنة ] ، ومن
__________________
١ ـ أصول الكافي ٢ | ٦٧٠ ، باب التكاتب من كتاب العشرة ، الحديث ٢.
٢ ـ مستدرك الوسائل ٨ | ٣٦٠.
٣ ـ تحت رقم ٤ ـ النبوي من ( ٤ ـ إفشاء السلام في العالم ).
٤ ـ مستدرك الوسائل ٨ | ٣٦٣.
٥ ـ تفسير البرهان ٣ | ١٥٣ ، تفسير القمي ٢ | ١٠٩ ، قال تعالى : ( له معقّبتٌ مِنْ بَيْنَ يَدَيهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يحفظونَه من أمر الله ) الرعد : ١١.
٦ ـ تحف العقول ١٥٢.