قال : سلام عليكم ورحمة الله وبركاته فهي ثلاثون » (١).
٧ ـ قال السيد الشريف الرضي ، طاب ثراه ، في المجازات النبوية :
ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام وقد أتاه رجل فقال : « السلام عليك يانبي الله ، فقال : وعليك ورحمة الله ، ثم أتاه رجل آخر ، فقال : السلام عليك يانبي الله ورحمة الله وبركاته ، فقال : وعليك ، فقيل له : يا رسول الله لِمَ لم تقل لهذا كما قلت للذي قبل؟ فقال : إنه تشافها ».
ـ قال الشريف الرضي : ـ فقوله عليه الصلاة والسلام : « إنه تشافها » استعارة ، والمراد استفرغ جميع التحية ؛ فلم يدع منها شيئاً يزاد به على لفظه ، ويرد عليه جواباً عن قوله. والأولان أبقيا من تحيتهما بقية ردت عليهما وأعيدت إليهما ، وأصل ذلك مأخوذ من التشاف ، وهو تتبع بقية الإناء والحوض حتى يستنقد جميع ما فيه ، وتلك البقية تسمى الشفافة. قال الشاعر :
أخو فقرات دببت في عظامه |
|
شفافات أعجاز الكرى فهو أخضع |
يريد بقايا الكرى وصباباته ، ودليل ذلك قوله : أعجاز الكرى أي : أواخره وعقابيله ؛ ومن أمثال العرب : ليس الرِّيّ عن التشاف ، يقولون ليس يروى العطشان تتبع بقية الماء حتى يستقرغ جميع ما في الإناء (٢).
أقـول :
الظاهر في الكلام سقط ؛ لأنه يدل على أن الذين حيوا رسول الله ، صلىاللهعليهوآله ، كانوا ثلاثة : « الأول قال : السلام عليك ، فرد عليه الرسول : وعليك ورحمة الله. والثاني قال : السلام عليك ورحمة الله ، فرد
__________________
١ ـ مستدرك الوسائل ٨ | ٣٦٦ ، وهامشه ، أصول الكافي ٢ | ٦٤٥ مع تغيير يسير.
٢ ـ المجازات النبوية : ٢٢٩ ـ ٢٣٠ ، رقم الكلمة ٢٣٦. والمثل في مجمع الأمثال ٢ | ١٩٠ حرف اللام ، قال الميداني بعد المثل : الاشتفاف والتشاف : أن تشرب جميع ما في الإناء ، مأخوذ من الشفافة وهي البقية ، يقول : من لا يستشف لا يروى ، فقد يكون الرّيّ دون ذلك. يضرب في قناعة الرجل ببعض ما ينال من حاجته.