فأين ما قال الله؟ وتلا الآية ، فقال « إنك لم تترك لي فضلاً فرددت عليك مثله ... » (١) ، هذا مجمل القول حول صيغ السلام بين المسلمين.
الأمر الثالث :
في بعض أحكام السلام وما يمت به بصلة : من سلام أهل الكتاب ابتداء أو إجابة ، وإبلاغ التحية ، وبيان كيفيتها في بعض الفروض وما جاء من حديث في هذه النواحي الثلاث :
الناحية الأولى : : تحية أهل الكتاب وفيها من الأحاديث :
١ ـ روى الكليني عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن أبن أبي عمير ، عن ابن أُذينة ، عن زرارة ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : « دخل يهودي على رسول الله ، صلىاللهعليهوآله ، وعائشة عنده فقال : السام (٢) عليكم ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : عليكم ثم دخل آخر فقال مثل ذلك فرد عليه كما رد على صاحبه فغضبت عائشة فقالت : عليكم السام والغضب واللعنة يا معشر اليهود ، يا إخوة القردة والخنازير، فقال لها رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا عائشة إن الفحش لو كان ممثلاً لكان مثال سوء ، إن الرفق لم يوضع على شيءٍ قط إلا زانه ولم يرفع عنه قط إلا شانه ، قالت : يا رسول الله أما سمعت إلى قولهم : السام عليكم؟ فقال : بلى ، أما سمعت ما رددت عليهم؟ قلت : عليكم ، فإذا سلم عليكم مسلم فقولوا : سلام عليكم ، وإذا سلم عليكم كافر فقولوا : عليك » (٣).
أقـول : تصريح بالاقتصار في الإجابة على « عليك ، أو عليكم » كما في العلوي الآتي وكذا المنع من الابتداء بالتسليم عليهم :
__________________
١ ـ تفسير الكشاف ١ | ٥٤٤ ، وقد عرفت مصدر النبوي من نقل الشريف الرضي وغيره. وفي تفسير المنار ٥ | ١٢ : وفسروه بأن تقول لمن قال : السلام عليكم ، بقولك : وعليكم السلام ، والأحسن أن تقول : وعليكم السلام ورحمة الله ، فإذا قال هذا في تحيته ، فالأحسن أن تقول : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، وهكذا يزيد المجيب على المبتدىء كلمة أو أكثر ... ).
٢ ـ السام : الموت.
٣ ـ أصول الكافي ٢ | ٦٤٨ ، باب التسليم على أهل الملل ، الحديث ١.