٣ ـ الجعفريات : أخبرنا عبد الله ، أخبرنا محمد ، حدّثني موسى ، حدّثنا أبي عن أبيه ، عن جدّه جعفر بن محمد ، عن أبيه ؛ عن جدّه علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب عليهمالسلام ، قال : قال رسول الله ، صلىاللهعليهوآله : « إذا قام أحدكم من مجلسه فليودّعهم بالسلام » (١).
٤ ـ القطب الراوندي ـ في لبّ اللباب ـ ... قال : « ثم قام رجل وخرج ولم يسلّم ، فقال صلىاللهعليهوآله : ما أسرع ما نسيتم! إذا جئتم فسلّموا ، وإذا قمتم فسلموا » (٢).
٥ ـ هرون عن مسعدة بن صدقة ، عن جعفر ، عن أبيه ، عن النبيّ صلى الله عليه وعلى أهل بيته قال : « إذا قام الرجل من مجلسه فليودّع إخوانه بالسلام » (٣).
أقـول : إنما ذكرالمجلس في جميع هذه الأحاديث لكي يصلح للوداع ، ولتوقف الصدق العرفي على المكث الصالح للأفتراق ، وعليه فالالتقاء بين اثنين فصاعداً مع المكث ـ وإن قلّ زمانه ـ يجدر معه سلام الوداع ، وإلاّ فلا سلام إلاّ سلام اللقاء والمواجهة التي لها كرامتها. وربّما يقال بكفاية المواجهة إطلاقاً ، فيسلّم سلامين : سلام اللقاء ، والآخر الوداع فتدبّره.
ثم إنّه قد جاء سلام الوداع في مواطن :
منها : في زيارة مراقد الأئمّة الأطهار وأولادهم ، ومرقد النبيّ ، بل جميع الأنبياء ، والأوصياء عليهمالسلام ، عندما يريد الزائر الانصراف.
ومنها : سلام وداع شهر الله شهر رمضان المبارك ، وقد جاء عن أهل البيت عليهمالسلام دعاؤه ، وسلام وداعه (٤).
ومنها : غير ذلك من أيّ إنسان أو أمر محبوب أراد صاحبه الافتراق
__________________
١ ـ الجعفريات ٢٢٩ ، مستدرك الوسائل ٨ | ٣٧٨ ، جامع الأحاديث ١٥ | ٦١٨.
٢ ـ مستدرك الوسائل ٨ | ٣٧٨ ، جامع الأحاديث ١٥ | ٦١٩.
٣ ـ قرب الإسناد ٢٢ ، الوسائل ٨ | ٤٥٦ ، جامع الأحاديث ١٥ | ٦١٨.
٤ ـ الصحيفة السجادية ٢٤٢ ـ ٢٤٥ ، الدعاء ٤٥ ، الآتي ذكره قريباً.