عنه ، يجدر أن يسلّم عليه سلام المودّع له ، إن صدق شوقه وحبّه ، وهذه سنّة الحبّ والهوى ، ولن تجد لسنّتها تبديلاً ، ( فمن بدّله بعد ما سمعه فإنّما إثمه على الذين يبدّلونه ) (١).
نعود إلى زائر ضرائح الأبدان المقدسة فنقول : إنّ الزائر يكتسب من المزور بسلامه عليه دخولاً وخروجاً ، فضلاً من فضائله ، وكلّ ما كان المزور أفضل حظي بالأسمى منها ، واستجيب دعاؤه تحت قبّته ، وشملته الرحمة ، خاصّة قبر الحسين عليهالسلام ، للروايات المأثورة فيه (٢) ولسنا الأن بصددها ، بل المهم ذكر أحاديث سلام الوداع.
قال ابن قولويه : حدّثني الحسين بن محمد بن عامر ، عن المعلّى بن محمد البصري ، عن علي بن أسباط ، عن الحسن بن الجهم ، قال : قلت لأبي الرضا عليهالسلام : أيّهما أفضل : رجل يأتي مكّة ولا يأتي المدينة ، أو رجل يأتي النبي ولا يأتي مكّة؟ قال : فقال لي : أيّ شيءٍ تقولون أنتم؟ قلت : نحن نقول في الحسين عليهالسلام (٣) ، فكيف في النبي صلىاللهعليهوآله ؟ قال : أما لئن قلت ذلك [ فـ ] لقد شهد أبو عبد الله عليهالسلام عيداً بالمدينة ، فانصرف فدخل على النبي صلىاللهعليهوآله فسلّم عليه ، ثم قال لمن حضره : أما لقد فضلنا أهل البلدان كلّهم مكّة فمن دونها ، لسلامنا على رسول الله صلىاللهعليهوآله (٤) ».
__________________
١ ـ البقرة : ١٨١.
٢ ـ في كامل الزيارات ١٤٢ ، الباب ٥٦ الباقري : « لو يعلم الناس ما في زيارة قبر الحسين عليهالسلام من الفضل لماتوا شوقاً ، وتقطعت أنفسهم عليه حسرات ... » ، وفي ٢٧٤ ، الباب ٩٠ رواية ابي هاشم الجعفري في إرسال أبي الحسن الهادي من يدعو له في الحائر قال فيها عليهالسلام : « .. وأنّ لله تعالى بقاعاً يحبّ أن يدعى فيها فيستجيب لمن دعاه والحائر منها ». وراجع المصدر فإنّ فيه أبواباً عقدها للحسين عليهالسلام وغيره ، ما يبهر العقول خاصة الباب ٥٩ ص ١٤٧ ـ ١٤٩ ، وفيه روايات ، منها الصادقي : « يا بشير من زار قبر الحسين عليهالسلام عارفاً بحقه ، كان كمن زاد الله في عرشه » فانظر المصدر فإنّ فيه من هذا النوع أكثر من حديث.
٣ ـ يريد أن زيارة الحسين عليهالسلام يوم عرفة أفضل من وقوف عرفات من الحج المندوب لا الواجب.
٤ ـ كامل الزيارات ٣٣١ ، الباب ١٠٨ ، الوسائل ١٠ | ٢٧٣.