« السلام عليك ورحمة الله وبركاته ، أستودعك الله وأسترعيك وأقرأ عليك السلام آمنّا [ إيماناً ] بالله وبالرسول وبما جاءت (١) به ... » (٢).
سلام وداع قبر الحسين عليهالسلام (٣) :
ثم قالا ـ أي الشيخ المفيد والطوسي ـ : ثم أرجع إلى مشهد الحسين عليهالسلام للوداع ، فإذا أردت أن تودّعه فقف عليه كوقوفك أول الزيارة واستقبله بوجهك وقل : « السلام عليك ياولي الله ، السلام عليك يا أبا عبد الله ، أنت لي جُنّة من العذاب ، وهذا أوان انصرافي غير راغب عنك ، ولا مستبدل بك سواك ، ولا مؤثر عليك غيرك ، ولا زاهد في قربك ، وقد جدت بنفسي للحدثان ، وتركت الأهل والأوطان » ، ـ إلى أن قال : ـ ثم أشر إلى القبر بمسبحتك اليمنى وقل : « سلام الله ، وسلام ملائكته المقربين ، وأنبيائه المرسلين ، وعباده الصالحين ، يا بن رسول الله ، عليك وعلى روحك وبدنك ، وعلى ذرّيّتك ، ومن حضرك من أوليائك ، أستودعك الله ، وأسترعيك ، وأقرأ عليك السلام ... » (٤).
أقول : قد جاء في سلام وداع قبر أبي الفضل العباس بن علي عليهماالسلام :
« السلام عليك يا مولاي ، سلام مودّع لا قال ولا سئم ، فإن أنصرف فلا عن ملالة ، وإن أقم فلا عن سوء ظنٍّ بما وعد الله الصابرين ؛ يا مولاي
__________________
١ ـ الظاهر « جاء به ».
٢ ـ كامل الزيارات ٤٦ ، الباب ١٢. هذا سلام الوداع بعد وفاته ، وإليك من سلام الوداع في حياته عليهالسلام ففي صادقي : « جاء رجل إلى أمير المؤمنين صلوات الله عليه وهو في مسجد الكوفة فقال : السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته ، فردّ عليه فقال : جعلت فداك إني أردت المسجد الأقصى فأردت أن أسلّم عليك وأودّعك ، فقال له : وأي شيءٍ أردت بذلك؟ فقال : الفضل جعلت فداك ، قال : فبع راحلتك وكل زادك وصلِّ في هذا المسجد ... » فروع الكافي ٣ | ٤٩١. والشاهد هو « فأردت أن أسلّم عليك وأودّعك » وله نظائر في أحاديثهم عليهمالسلام.
٣ ـ لا يخفى أن سلام الوداع لقبر الحسين عليهالسلام مذكور بتفصيل في كامل الزيارات ٢٥٢ ـ ٢٥٦ ، الباب ٨٤ ، الخاصّ بوداع قبر الحسين عليهالسلام.
٤ ـ البحار ١٠١ | ٢٠٣ ، و ٢٥٧ ، الباب ٢١ ، الزيارات المختصة بالوداع ٢٨٠ ـ ٢٨٤ ، و ٣٦٣.