وجه تعديد فضائل المزور ، والسلام المكرّر عليه ، رجاء أن يقع بعضها موقع القبول ، أو إظهار أنا لا نمتلك سوى أن نقف أمام ضريحك المنوّر ، ونسلّم عليك وعلى أهل بيتك ، والأرواح المنيخة بفنائك ، أو أنّ علينا الدخول إلى حرمك ، وذكر فضائلك والسلام الكثير ، وأنا نأمل بذلك الشفاعة والغفران. فتكرار السلام لإحدى هذه الغايات أو كلّها حسن ولا استهجان فيه.
ثم سلام الوداع لم يخصّ الإنسان ، وقد روى الصدوق عن الصادق عليهالسلام قال : لما انتهى رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى الركن الغربي (١) فقال له الركن : يا رسول الله ألستُ قعيداً من قواعد بيت ربّك؟ فما لي لا أُستَلَم؟ فدنا منه النبيّ صلىاللهعليهوآله فقال له : اسكن عليك السلام غير مهجور (٢).
بـيان :
يأتي الحديث نفسه في الأمر الثالث من الخاتمة ، في سلام الكائنات ، وفيه احتمال أن يكون السلام النبوي على الركن من سلام الوداع ، ومن ثم ذكرناه هنا. واحتمالان آخران فيه بأن يكون جواباً إما لشكوى الركن بشهادة كلمة « غير مهجور » ، أو الجواب عن سلام الركن قد سمعه وعلمه صلىاللهعليهوآله دوننا.
ومن سلام الوداع ما وعدناك من ذكر سلام الوداع لشهر الله ، وهو ما جاء من دعاء الإمام السجّاد عليهالسلام في وداع شهر رمضان (٣) : « ... السلام عليك يا شهر الله الأكبر ، ويا عيد أوليائه ، السلام عليك يا أكرم مصحوب من الأوقات ، ويا خير شهر في الأيّام والساعات ، السلام عليك من شهر قربت فيه الآمال ، ونشرت فيه الأعمال ، السلام عليك من قرينٍ جلّ قدره موجوداً ، وأفجع فقده مفقوداً ، ومرجوّ آلم فراقه ، السلام عليك من أليف آنس مقبلاً فَسَرَّ ، وأوحش منقضياً فَمَضَّ ، السلام عليك من
__________________
١ ـ وهو بعد الشامي البادئ بالحجر الأسود في الطواف ثم الركن الشامي ، ثم الغربي ، ثم اليماني ، ويختم بالحجر الأسود ، وهو الركن العراقي فصارت الأركان أربعة.
٢ ـ علل الشرائع ٤٢٩ ، البحار ٩٩ | ٢٢٢ ـ ٢٢٣.
٣ ـ الدعاء الخامس والأربعون من الصحيفة السجادية.