مجاور رقّت فيه القلوب وقلّت فيه الذنوب ، السلام عليك من ناصرٍ أَعانَ على الشيطان ، وصاحبٍ سَهَّلَ سُبُل الإحسان ، السلام عليك ما أكثر عتقاء الله فيك ، وما أسعد من رَعى حرمتك بك ، السلام عليك ما كان أمحاك للذنوب ، وأسترك لأنواع العيوب ، السلام عليك ما كان أطولك على المجرمين ، وأهيبك في صدور المؤمنين ، السلام عليك من شهر لا تنافسه الأيّام ، السلام عليك من شهر هو من كلّ أمر سلام ، السلام عليك غير كريه المصحابة ، ولا ذميم الملابسة ، السلام عليك كما وفدت علينا بالبركات ، وغسلت عنّا دنس الخطيئات ، السلام عليك غير مودّعٍ بَرَماً ولا متروكٍ صيامه سَأَماً ، السلام عليك من مطلوب قبل وقته ، ومحزون عليه قبل فوته ، السلام عليك كم من سوءٍ صُرِف بك عنّا ، وكم من خير أفيض بك علينا ، السلام عليك وعلى ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر ، السلام عليك ما كان أحرصنا بالأمس عليك ، وأشدّ شوقنا غداً إليك ، السلام عليك وعلى فضلك الذي حُرمناه وعى ماضٍ من بركاتك سلبناه ، اللّهمّ ... » (١).
أقـول : ولهذا الدعاء شرح يطول به المقام.
الـوداع :
الوداع مصدر وَدَعَ ، قال الشيخ الطريحي : قوله تعالى : ( ما ودّعك ربّك ) [ ٣ | ٩٣ ] أي ما تركك. ومنه قولهم : « استودعك الله غير مودّع » أي غير متروك. ومنه سمّي الوداع بالفتح لأنه فراق ومتاركة. وفي الحديث عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله تعالى : ( ما ودّعك ربّك وما قلى ) قال : إن جبرئيل أبطأ على رسول الله ، صلىاللهعليهوآله ، وإنّه كانت أوّل سورة نزلت ( اقرأ باسم ربّك ) ثم أبطأ عليه فقالت خديجة : لعلّ ربّك قد بركك ولا يرسل إليك ، فأنزل الله ( ما ودّعك ربّك وما قلى ) (٢).
قال ابن الأثير وفيه (٣) « لينتهينّ أقوام عن ودعهم الجُمُعات ، أو ليختمنَّ
__________________
١ ـ كتاب إقبال السيد ابن طاوس ٢٥٠ ، الصحيفة السجادية : ٢٤٢ ـ ٢٤٥ ، الدعاء ٤٥ لم نكمل الدعاء فأخذنا منه قدر الحاجة.
٢ ـ تفسير القمي ٢ | ٤٢٨. مجمع البحرين ـ ودع ـ الضحى : ٣.
٣ ـ أي الحديث النبوي على ما اصطلح فيه.