جل ثناؤه ، وداره الجنة. ومن الباب أيضاً الإسلام وهو الانقياد ؛ لأنه يسلم من الإباء والامتناع (١).
والسلام : المسالمة .. السَلَم الذي يسمى السلف ، كأنه مالٌ أسلم ولم يمتنع من إعطائه. وممكن أن تكون الحجارة سُميت سٍلاماً ، لأنها أبعد شيءٍ في الأرض من الفناء والذهاب ؛ لشدتها وصلابتها ...
والسُلّم معروف ، وهو من السلامة أيضاً ؛ لأن النازل عليه يرجى له السلامة. والسلامة : شجر وجمعها سلام. والذي شذ عن الباب : الدلو التي لها عروة واحدة ...
ومن الباب الأول السلم وهو الصلح ، وقد يؤنث ويذكر ، قال الله تعالى : ( وإن جنحوا للسِّلم فاجنح لها ) (٢). والسَلَمة : الحجر ،
فيه يقول الشاعر :
ذاك خليلي وذو يعاتبني |
|
يرمي ورائي بالسَّهم والسَلِمَهْ (٣) |
قال ابن منظور :
السلام والسلامة : البراءة ، وتسلم منه : تبرء ... وقوله تعالى : ( وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً ) (٤) معناه تسلُّماً وبراءةً لا خير بيننا وبينكم ولا شر ، وليس على السلام المستعمل في التحية ، لأن الآية مكية ولم يؤمر المسلمون يومئذٍ أن يسلموا على المشركين ... ومنهم من يقول : سلام أي
__________________
١ ـ روى الشيخ الكليني ، طاب ثراه ، بإسناده إلى أمير المؤمنين عليهالسلام أنه قال : « لأنسبن الإسلام نسبة لا ينسبه أحد قبلي ولا ينسبه أحد بعدي إلا بمثل ذلك : إن الإسلام هو التسليم .. ». أصول الكافي ٢ | ٤٥.
أقول : لو لم يسلم الإنسان من عاهة الكبر ونخوة الجاهلية الجهلاء لم يُسلم ولا يُسلّم ، ولعل وجه تسمية المسلم بالمسلم لسلامته عن ذلك ، أو عن النزاع ، أو غيره من متعلقات.
٢ ـ الأنفال : ٦١.
٣ ـ معجم مقاييس اللغة ٣ | ٩٠ ـ ٩١ ـ سلم ـ. وفي هامشه البيت لبُجير بن عنمة الطائي. كما في اللسان ١٢ | ٢٩٧ ـ سلم. وفيه.
* يرمي ورائي بأمْسهم وأمْسَلِمة *
على لغة حمير من قلب ( أل ) ( بأم ).
٤ ـ الفرقان : ٦٣.