أمري وأمرك المبارأة والمتاركة ... ويقولون : سلام عليكم ، فكأنه علامة المسالمة ، وأنه لا حرب هنالك ... وقيل : ( قالوا سلاماً ) أي سداداً من القول وقصداً لا لغو فيه ...
وقوله عز وجل : ( سلام هي حتى مطلع الفجر ) (١) أي لا داء فيها ، ولا يستطيع الشيطان أن يصنع فيها شيئاً. وقد يجوز أن يكون ( السلام ) جمع سلامة. والسلام : التحية. قال ابن قتيبة يجوز أن يكون السلام والسلامة لغتين كاللذاذ واللذاذة ؛ وأنشد :
تحيي بالسلامة أم بكر |
|
وهل لك بعد قومك من سلام؟ |
قال : ويجوز أن يكون السلام جمع سلامة ، وقال أبو هيثم : السلام والتحية معناها واحد ومعناهما السلامة من جميع الآفات ... والسِلم بالكسر ، والسَلام ، وقال :
وقفنا فقلن : إيه سِلْمّ! فَسلّمتْ |
|
فما كان إلاَّ وَمؤُها بالحواجب (٢) |
أقول :
قد تعرضنا لبعض هذه المعاني أو كلها في غضون الفصول العشرة (٣) أيضاً بالمناسبات ، وتحصل من الكلمات المذكورة أن السلام لغة : التحية ، البراءة من العيب ، الأمن من الشر ، العافية من النقص والمرض ، وغيرها من المعاني ، إلا أن ابن فارس أنكر الاشتراك اللفظي (٤) ،
__________________
١ ـ القدر : ٥.
٢ ـ لسان العرب ١٢ | ٢٨٩ ـ ٢٩٠ ـ سلم ـ.
٣ ـ منها هذا الفصل فانظره عن آخره ، ومنها الفصل الخامس ، ومنها الثامن الحري بالنظر ، ( السلام ندب والرد فرض ) ، ومنها في الأمر الثالث من الخاتمة بتفصيل.
٤ ـ وقد ذهب آخر إلى الاشتراك اللفظي وأن السلام موضوع لمعان : ١ـ : التحية ، ٢ ـ : الحجر المدور ، ٣ ـ : عروق ظهر الكف وقد نظمها قطرب في أرجوزة له في المثلثات قال :
بدا وحيا بالسلام |
|
رمى عذولي بالسلام |
أشار نحوي بالسلام |
|
وكفه المختضب |
وشرح الأرجوزة عبد الرحمن السنهوري الشافعي بنظمه لكل بيت منها على بحر آخر من البحور الشعرية. قال :
تحية الناس هي
السلام |
|
مدور الأحجار
فالسلام |