وأن جميع مشتقات السلام هو الصحة والعافية ، ولعله أسد الأقوال على تأمل فيه.
٢ ـ السلام في القرآن :
من تدبر في آيات السلام وجميع صيغه المتقدم ذكرها ظهرت له معانٍ ، منها :
المعنى الاسمي غير الفاقد لمبدأ اشتقاقه اللغوي وهو : اسم الله السلام (١) ، المعدود من الأسماء الحسنى الآتي بيانه في أول الفصول العشرة.
ومنها : المهادنة وترك القتال ، كما في الآية : ( ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمناً ) (٢). بناءً على تفسير السلام فيها بالسَلَم أو على قراءته ، ولعل كلمة ( ألقى إليكم السلام ) ، ولم يقل ( عليكم ) ، أتؤيد ترك القتال كما في نظيرتها : ( فإن اعتزلوكم ولم يقاتلوكم وألقوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلاً ) (٣) ، أو ( فإن لم يعتزلوكم ويلقوا إليكم السلم ويكفوا أيديهم فخذوهم ) (٤) فالأولى نزلت في مرداس بن نهيك الفدكي اليهودي المستبصر وأسامة بن زيد قاتله في قصة له (٥) ، والثانية في قبيلة أشجع وموادعتهم ، وكيف كان ، ففي آي من السلام المراد به ترك الحرب.
ومنها : الدعوة إلى السلام بمعنى الصلح من غير سبق حرب ، أي
__________________
عروق ظهر الكف
فالسلام |
|
بل أنملُ تزانُ
بالأظفار |
ملحقات البلغة في شذور اللغة ١٦٩ ، المطبعة الكاثوليكية ، بيروت ١٩١٤.
١ ـ انظر سورة الحشر : ٢٣ ( القدوس السلام ) وهو اسم غير علم لله تعالى ومع العلمية يفقد المعنى اللغوي.
٢ ـ النساء : ٩٤.
٣ ـ النساء : ٩٠.
٤ ـ النساء : ٩١.
٥ ـ تفسير القمي : ١ | ١٤٨.