الصلح الابتدائي العالمي ، لأن الناس كلهم وبأجمعهم لآدم وحواء أبناء وإخوة نسبية ، من قبل أن يكونوا إخوة إيمانية بل وحتى الإيمانية قال تعالى : ( يأيها الذين ءامنوا ادخلوا في السلم كافة ) (١) بدليل آخر الآية : ( ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين ) (٢) أي الاستسلام والطاعة. قال الفيض : وقرئ بالفتح وهو بمعناه ، وفي الكافي والعياشي عن الباقر عليهالسلام : ولايتنا ، والعياشي عن الصادق عليهالسلام في ولاية علي عليهالسلام (٣) ...
والسلم المسالمة في الدين والمذهب وولاية أهل البيت وأحكام الإسلام بأسرها وعدم التفرق والتبدد. وحاصل الآية : الوفاء والأخوة الإسلامية الإيمانية والانقياد ، وكل ما لهذه اللفظة ، أي السلم ، من معنى ، وكذا الدعوة إلى السلم ، ولابد أن تكون مصحوبة بالضعف والخوار ، بل تكون دعوة كريمة سامية كما قال تعالى ( فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون ) (٤). وفي معناه آي في القرآن لا تخفى على المتدبر فيه.
ومن آيات السلام ، وهي الأكثر بمعنى التحية ، التي لا تنفك عن معاني السلام الثلاثة لأن السلام لغة الصحة والعافية إطلاقاً من الأحداث والنقائص وكل مكروه. ومن معانيه المسالمة والسلامة للمسلم والمسلم عليه ؛ ومنها الأمن والأمان من الشر والخوف ؛ ومنها غير ذلك مما يأتي بالمناسبات في الفصول العشرة بيانه وتوضيحه.
وحصيلة تفاسير السلام في القرآن أمور أربعة :
١ ـ التسمية غير العلمية وهي اسم الله السلام (٥).
٢ ـ الموادعة وترك القتال.
٣ ـ الصلح العام لعامة البشر بصورة عامة وللمؤمنين بالخصوص.
__________________
١ ـ البقرة : ٢٠٨.
٢ ـ البقرة : ٢٠٨.
٣ ـ تفسير الصافي ١ | ١٨٢.
٤ ـ محمد (ص) : ٣٥.
٥ ـ الحشر : ٢٣.