٤ ـ التحية المتعارفة الكافلة لها الفصول العشرة والكتاب كله.
وآيات السلام وصيغه تعطي القارئ المعاني الأربعة. ومن تدبر القرآن ، ومنه آيات السلام ، لا يفقد المسالمة المطلقة ، ولا تنفك عنه الدعوة إليها قولاً وعملاً ، والعمل أوقع وأصدق دعوة من القول ؛ ومن ثم جاء الحث البالغ والامر بالدعوة بغير طريق اللسان كما في الصادقي : « كونوا دعاة إلى أنفسكم بغير ألسنتكم ، وكونوا زيناً ولا تكونوا شيناً » ، وفي الآخر : « كونوا دعاة للناس بغير ألسنتكم ، ليروا منكم الورع والاجتهاد والصلاة (١) والخير ؛ فإن ذلك داعية » (٢).
٣ ـ السلام في الحديث :
المستفاد من الأحاديث المأثورة عن أهل البيت ، عليهمالسلام ، حول السلام معان كثيرة تعتبر من آثاره ، وآثار الشيء هي التي تصيره حسناً أو قبيحاً ، وبها تظهر ظاهرته ، وظاهرة القائم به ، وعليها تدور رحى المثوبة والعقوبة ؛ ومن هنا بنى الإسلام أحكامه على أفعال المكلفين التي تعتبر من آثارهم فيثابون أو يعاقبون عليها ، وبها ينالون الدرجات العلى ، أو ضد ذلك.
وعليه نذكر من حسن السلام وآثاره الطيبة المستخرجة من الأحاديث ما يلي :
١ ـ السلام : لحسنه الذاتي وأثره الطيب صار اسماً من أسمائه تعالى.
٢ ـ السلام : طاعة الله كما في الباقري ، وطاعة الرحمن كما في الصادقي (٣).
٣ ـ السلام : اسم الله الفاشي في الخلق.
____________
١ ـ على احتمال « الصلاح ».
٢ ـ الوسائل ١ | ٥٦ ، الباب ١٦ من أبواب مقدمة العبادات ، الحديث ١ و ٢.
٣ ـ فروع الكافي ٥ | ٥٣٠ ، الباقري ، فروع الكافي ٥ | ٥٢٩ ، الصادقي.
أقول : لم نذكر لباقي الأثار مصادرها هنا ، لأنها تأتي تقاصيلها في مظانها.