كما في دعاء الجوشن الكبير ، على ما يأتي ذكره ، هي الأسماء الحسنة ، وكل اسم الله حَسَنٌ على حد تعبير دعاء السحر المروي في ليالي شهر رمضان أوله : « اللهم إني أسألك من بهائك بأبهاه ، وكل بهائك بهي ، اللهم إني أسألك ببهائك كله ... » وهو من دعاء أبي جعفر الباقر عليهالسلام رواه ابن طاووس في كتابه (١).
قال السيد الطباطبائي بعد ذكر الرواية الثالثة : والرواية من غرر الروايات ، تشير إلى مسألة هي أبعد سمكاً من مستوى الأبحاث العامة والأفهام المتعارفة (٢) ..
أقول :
وقد تعرضنا لنقلها وشرحها في كتابنا : « الأسم الأعظم .. » (٣). وهي من غوامض الأحاديث ، وليس الوصول إلى مرمى كلامه عليهالسلام فيه هيناً ؛ لأن قوله ، روحي فداه ؛ « خلق اسماً بالحروف » إلى قوله : « فجعله كلمة تامة على أربعة أجزاء معاً ليس منها واحد قبل الآخر ، فأظهر منها ثلاثة أسماء لفاقة الخلق إليها ، وحجب واحداً منها وهو الاسم المكنون المخزون بهذه الأسماء الثلاثة التي أظهرت » إلى آخره ، لا نعرف منه إلا عدداً مما ذكره عليهالسلام من الأسماء الأربعة المحجوب منها واحد والثلاثة الباقية ظاهرة ، ولعل المحجوب هو الاسم الأعظم.
ونظيره في خفاء الأمر وعدم وضوح المراد كلام الإمام الكاظم عليهالسلام في قصة الراهب الطالب للاسم الأعظم من الرجل في الهند المسمى بمتمم بن فيروز ـ إلى أن قال الراهب للإمام عليهالسلام ـ : أخبرني عن ثمانية أحرف نزلت فتبين في الأرض منها أربعة وبقي في الهواء منها أربعة ، على من نزلت تلك الأربعة التي في الهواء منها؟ ومن يفسرها؟ قال
__________________
١ ـ إقبال الأعمال ٧٧. وفيه « لو حلفت لبررت أن اسم الله الأعظم قد دخل فيها ، فإذا دعوتم فاجتهدوا ».
٢ ـ تفسير الميزان ٨ | ٣٦٤ ـ ٣٦٥.
٣ ـ أو معارف البسملة والحمدلة ص ٥٥ ـ ٥٧ المطبوع في بيروت ، في مؤسسة الأعلمي للمطبوعات سنة ١٤٠٢ هـ.